أنت هنا

قراءة كتاب الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ

الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ

كتاب " الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ " ، تأليف د. برهان شاوي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

7.عملية الاتصال هي عملية تفاعل ولا بد أن يكون لها تأثير.

8. في عملية الاتصال يمكن للمرسل أن يتحول إلى مستقبل والمستقبل إلى مرسل.

9. الرسالة أو المضمون يمكن أن يتم تبادلهما بين المرسل والمستقبل.

10. التأثير هو جزء من هدف عملية الاتصال لذا فإن رجع الصدى يعد ضرورياً.

11. عملية الاتصال هي أحد جوانب النظام الاجتماعي-الثقافي.

12. المرسل والمستقبل يقدمان منظومة من العلامات والإشارات التي تحمل نفس المعنى الاجتماعي والثقافي لكليهما.

ولنستعرض هنا تعريفات أخرى لمفهوم الاتصال التي قدمها بقية المفكرين؛ ولنتوقف عند كارل هوفلاند الذي يقول: "إن الاتصال هو العملية التي يرسل فيها الفرد القائم بالاتصال منبهات، عادة ما تكون رموزاً لغوية، لكي يعدل سلوك الافراد الآخرين مستقبلي الرسالة".

الباحث تشارلس موريس يرى أن مصطلح الاتصال حينما نستخدمه بشكل واسع النطاق، فإنه يعني أي ظرف تتوافر فيه مشاركة عدد من الأفراد في أمر معين. ولكنه يقصر الاتصال على استخدام الرموز لكي تحقق شيوعاً ومشاركة لها مغزى، أي أن تحقق تآلفاً حول قضية معينة بواسطتها. ويذهب موريس بعيدا في فهم الاتصال، فهو يرى أن الاتصال هو تحقيق المشاركة حول قضية ما أو موضوع ما، سواء كان بواسطة الرموز اللغوية أو بواسطة أي وسيلة أخرى. ويقيس على ذلك حالة الغضب، فإنه حينما يغضب شخص ما ويستطيع جعل الآخرين يشاركونه غضبه، أي يستطيع نقل حالة الغضب إليهم، فهو بذلك قد حقق الاتصال. وحتى لو أبدى شخص ما إشارات توحي على الغضب دون أن يكون غاضباً حقاً، لكنه استطاع نقل هذا الإحساس إلى الآخرين فهو قد حقق الاتصال.

جورج لندبرغ يرى أن كلمة اتصال تُستخدم لتشير إلى التفاعل بواسطة العلامات والرموز. وهذه الرموز التي قد تكون حركات أو صوراً، أو لغة أو أي شيء آخر، تعمل كمنبه للسلوك، كما أن السلوك الناتج عن هذا التفاعل قد لا يحدث نتيجة لمجرد التعرض للرمز نفسه، بل لا بد من تهيئة الفرد الذي سيقوم بالاستجابة ليستقبل المنبه بشكل معين. ووفقاً لهذا الرأي يصبح الاتصال جانباً فرعياً للتفاعل أو ُيدرج تحت مفهوم التفاعل. أي أن الاتصال هو نوع من التفاعل يحدث بواسطة الرموز.

جورج لندبرغ لا يرى في عملية التوصيل والتفاعل على المستوى اللغوي اتصالاً، فهو يرى الاتصال الحقيقي، ليس في التفاعل المؤقت من خلال الرموز بين فرد وفرد في الاطار الاجتماعي، وإنما في التفاعل الذي يتم بواسطة الرموز والعلامات والذي يؤدي إلى تخفيف التوتر وزيادة الفهم وترسيخ اليقين، بل وحتى التفاعل الذي يؤدي إلى زيادة التوتر.

العالمان الألمانيان سيغفريد.ي. شميت وجويدو تسورستيغه في كتابهما: اتجاهات علم الاتصال يؤكدان: "ما هو الاتصال؟ نعتقد أننا جميعنا نعرف ذلك، لأننا نمارسه يومياً. فنحن نتحدث يومياً فيما بيننا داخل العائلة، ونثرثر ونتجاذب أطراف الحديث بين الأصدقاء في أماكن العمل وخارجه، نسأل عن الطريق، عن الوقت، وأحياناً نتحدث مع أنفسنا. ولكن ماذا يحدث في مثل هذه المواقف، نعتقد أن الأمر واضح وضوح الشمس: فنحن نتبادل الأفكار والآراء ونستقبل المعلومات من الآخرين أو نقدم المعلومات للآخرين، نشارك الآخرين، ونستمتع بهذه المشاركة، أو ربما نستاء منها".

لكن لوكان الأمر كله بهذه البساطة لما وجدت هناك صعوبات في عملية الاتصال، بل لما تأسس علم الاتصال أصلاً. فمن الواضح أننا نفشل أحياناً في اتصالنا مع الآخرين وتتراكم لدينا تجارب فاشلة، ولو أردنا تعداد هذه التجارب الفاشلة لوجدنا أمامنا قائمة طويلة جداً. فمع نشوء الخلاف، سواء في العلاقات الشخصية، العائلية، الوظيفية، السياسية، الاقتصادية، تتضح لنا مشكلة التواصل والاتصال. فالصديقان يبدآن مثلاً، باتهام بعضهما البعض نتيجة سوء فهم، وربما يتشاجران، وينقطع الاتصال. بل أحياناً هناك عدم تواصل وانقطاع بين الأجيال، وهذه مشكلة اتصالية، فكثيراً ما نسمع الجملة التالية: "إن والدّيَّ لا يفهمانني".

الصفحات