"حرية" مجموعة شعرية من قصائد النثر بعض منها يحمل وجهة نظر فلسفية قد تبدو صوفية في بعض الاحيان والبعض الاخر يحمل ألواناً من الرومانسية بمختلف أطيافها: عُنقودُ عِنب يتدلى مِن فوقِ نخلة بَعدَ حينٍ سَيسقطُ فوقَ الغيمِ فيمطرُ نبيذاً
أنت هنا
قراءة كتاب حرية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أيُها السَرمَدِيُ
غَرقَتْ عُيُونُنا فِي ظَلَامٍ
و ضَاعتْ دُرُوبُنا وَسْطَ الدُروبِ
أيُها السَرمَدِيُ
إنْزع عَنّا الحُجُبَ
لِنَرىَ ضَوءَ مِصبَاحَك
النُورُ دَليلُ التَائِهيِنَ
و نَحنُ
نَصْنَعُ مِن أرواحِنا مَعَارِجاً
و نَجْدِلُ الأورِدَةَ حِبالاً للصُعُودِ
مَدَدٌ
مَدْدْ
الطَرِيقُ إليكَ طَويلاً
و الرِفَاقُ وَهَنِوا
لَم يَبْقَ أحد
أيُها السَرمَدِيُ
بِنَا اشتِياقٌ للظِلالِ
لسَاحَاتِ الغَيمِ النُورَانِي
لمَرَاتعِ الرَوحِ
تُحطمُ أغلالهَا
رُويداً رُويداً
تَسقُطُ عَن أعنَاقِنا القُيودِ
تَسقُطُ الحَياةُ
وَهماً وَهماً
و نَحنُ نَدورُ حَولَ سِرَّكَ
نَدُورُ حَولَ ذَاتِنا التَي تَصعَدُ إليكَ
مَدَدٌ
مَدْدْ
الطَريقُ إليكَ طَويلاً
و الرِفاقُ وَهِنُوا
لَم يَبقَ أحد
أيُها السَرمَديُ
سَئِمنَا اغترَابنا
سَئِمنَا ذَاكَ الغُبار
الذَي يَعتَري أَجسَادَنا
تِلكَ الأكْفَان
التَي تُسَربِلُ أروَاحَنا
ذَاكَ الظَلام
الذي يَعدُو خَلفَنا
سَئِمنَا
فَراغَ الصِلصَالِ
و قَعْقَعَةَ الضَجيج حَولَنا
فَكُنْ لَنا
و افتَح دُرُوبَ الشَمسِ
لمَواكبِ أرواحَنا
مَدَدٌ
مَدْدْ
الطَريقُ إليكَ طَويلاً
و الرفَاقُ وَهِنُوا
لم يَبقَ أحد
أيُها السَرمَديُ
لكَ نَوَاوِيسُ
لا تَعرفُ غَير التَخَلِي
و لنا نُفوساً لا تَشبع
لكَ دُروبٌ
لا تَعرفُ غَير الصُعُود
و لنا أرجلٌ
تَعشقُ الثَرَىَ
فَلا تُرْفَع
أيُها السَرمَدِيُ
لنا قُلوبٌ
كَحَمَامَاتٍ سُجِنَتْ
صُدُرُونَا أقفَاصٌ
أقفَالُها صَدِئت
فَحَرِرنَا
و كُن لَنا المَدَد
مَدَدٌ
مَدْدْ
الطَريقُ إليكَ طَويلٌ
و الرَفاقٌ وَهِنوا
لَم يَبقَ أحد