كتاب البيان والتبيين من أعظم مؤلفات الجاحظ، وهو يلي كتاب الحيوان من حيث الحجم ويربو على سائر كتبه؛ ولا يكتفي الجاحظ في كتاب البيان والتبيين بعرض منتخبات أدبية من خطب ورسائل وأحاديث وأشعار، بل يحاول وضع أسس علم البيان وفلسفة اللغة.
أنت هنا
قراءة كتاب البيان والتبيين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
اَلْحَصْر المنخوب أَنَّهُ فِي مسلاخ اَلتَّامّ اَلْمُوَفِّر وَالْجَامِع اَلْمِحَكّ وان كَانَ رَسُول
اَللَّه صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ إِيَّايَ والتشادق وَقَالَ أَبْغَضكُمْ إِلَى
الثرثارون والمتفيهقون وَقَالَ مَنْ بَدَأَ جَفَا وَعَابَ الفدادين والمتزيدين فِي
جَهَارَة اَلصَّوْت وَانْتِحَال سِعَة الأشداق وَرَحَّبَ الغلاصم وهدل اَلشِّفَاه وَأَعْلَمَنَا أَنْ
ذَلِكَ فِي أَهْل اَلْوَبَر أَكْثَرَ وَفِي أَهْل اَلْمُدِرّ اِقْلِ فَإِذَا عَابَ المدرى بِأَكْثَر مِمَّا عَابَ
بِهِ اَلْوَبَرِيّ فَمَا ظَنَّك بِالْمَوْلِدِ اَلْقَرَوِيّ وَالْمُتَكَلِّف اَلْبَلَدِيّ فَالْحَصْر اَلْمُتَكَلِّف والعى
المتريد أَلُوم مِنْ اَلْبَلِيغ اَلْمُتَكَلِّف لَا كَثُرَ مِمَّا عِنْده وَهُوَ أَعْذُر لَانَ اَلشُّبْهَة
اَلدَّاخِلَة عَلَيْهِ أَقْوَى فَمُتّ أَسْوَأ حَالًا أَبْقَاك اَللَّه مِمَّنْ يَكُون أَلُوم مِنْ اَلْمُتَشَدِّقِينَ
وَمِنْ اَلثَّرْثَارَيْنِ اَلْمُتَفَهِّمَيْنِ وَمِمَّنْ ذَكَرَهُ اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصًّا وَجَعْل
اَلنَّهْي عِنْد مَذْهَبه مُفَسِّرًا وَذِكْر مَقْته لَهُ وَبُغْضه إِيَّاهُ .
وَلَمَّا عَلَم وَاصِل بْن عَطَاء أَنَّهُ أَلْثَغ فَاحِش الثغ وَأَنَّ مُخْرِج ذَلِكَ مِنْهُ شَنِيع وَأَنَّهُ
إِذْ كَانَ دَاعِيَة مُقَالَة وَرَئِيس نِحْلَة وَأَنَّهُ يُرِيد اَلِاحْتِجَاج عَلَى أَرْبَاب اَلنَّحْل
وَزُعَمَاء اَلْمِلَل وَأَنَّهُ لَابُدَّ لَهُ مِنْ مُقَارَعَة الابطال وَمِنْ اَلْخُطَب اَلطِّوَال وَأَنَّ
اَلْبَيَان يَحْتَاج إِلَى تَمْيِيز وَسِيَاسَة وَالَى تَرْتِيب وَرِيَاضَة وَالَى تَمَام اَلْآلَة
واحكام اَلصَّنْعَة وَالَى سُهُولَة اَلْمُخْرِج .
وَجَهَارَة اَلْمَنْطِق وَتَكْمِيل اَلْحُرُوف واقامة اَلْوَزْن وَأَنَّ حَاجَة اَلْمَنْطِق إِلَى اَلطَّلَاوَة
وَالْحَلَاوَة كَحَاجَتِهِ إِلَى اَلْجَلَالَة وَالْفَخَامَة وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَكْبَر مَا تُسْتَمَال بِهِ
اَلْقُلُوب وتنثنى إِلَيْهِ اَلْأَعْنَاق وَتُزَيِّن بِهِ اَلْمَعَانِي وعلخ وَاصِل وَأَنَّهُ لَيْسَ مَعَهُ مَا
يَنُوب عَنْ اَلْبَيَان اَلتَّامّ وَاللِّسَان اَلْمُتَمَكِّن وَالْقُوَّة اَلْمُتَصَرِّفَة كَنَحْو مَا أَعْطَى
اَللَّه نَبِيه مُوسَى صَلَوَات اَللَّه عَلَيْهِ مِنْ اَلتَّوْفِيق وَالتَّسْدِيد مَعَ لِبَاس اَلتَّقْوَى
وَطَابَع اَلنُّبُوَّة وَمَعَ اَلْمَحَبَّة وَالِاتِّسَاع فِي اَلْمَعْرِفَة وَمَعَ هُدَى اَلنَّبِيِّينَ وَسَمَّتْ
اَلْمُرْسَلِينَ وَمَا يغشيهم اَللَّه بِهِ مِنْ اَلْقَبُول وَالْمَهَابَة وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْض شُعَرَاء
اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :