أنت هنا

قراءة كتاب شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

موضوع هذا الكتاب ((شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة))، وهو بحث معنيّ بكشف أحداث ذلك الصراع الذي احتدم بين الإسلام ومناوئيه عندما ظهرت الدعوة إلى الإسلام، وبإلقاء الضوء على الدور الذي شارك فيه الشعر في ذلك الصراع.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

المقدمة

موضوع هذا الكتاب ((شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة))، وهو بحث معنيّ بكشف أحداث ذلك الصراع الذي احتدم بين الإسلام ومناوئيه عندما ظهرت الدعوة إلى الإسلام، وبإلقاء الضوء على الدور الذي شارك فيه الشعر في ذلك الصراع.

ومما دفعني إلى دراسة شعر هذه الفترة، أنه شعر يرصد أحداث فترة تُعَدُّ – بحق – من أخطر فترات تاريخ أمتنا وأكثرها حَرَجاً، ذلك، أن مصير الأمة كان مرتبطاً بمصير هذه القيم الجديدة التي جاء بها الإسلام.

على أن هناك سبباً آخر، وهو سبب مرتبط بِنَقْصِ الدراسات الجادَّةِ التي تناولت شعر الفترة، فهي دراسات مختصة بسيرة شاعر، أو طائفة من الشعراء الذين عاشوا في عصر الصراع، أو تناولت جانباً معيناً من جوانب الحياة الأدبية لذلك العصر.

وحين عكفت على دراسة شعر الصراع، تَبَيَّنَ لي أن هذا الشعر مرتبط بالأحداث التاريخية، ومتصل بالدين الإسلامي الحنيف، ومن هنا، كان لابد من أن أسلك في دراستي هذه سبيلين متوازيين:

أولهما: يمضي إلى دراسة هذا الشعر، ويرصد الأحداث التي سجلها، وهذا يعني أن الجانب التاريخي في هذا البحث، لا يُستطاع تجاوزه، أو تجاهله وإغفال أثره وتأثيره.

والثاني: يذهب إلى الوقوف على هذا الشعر، وبذل الجهد في تَنْقِيتِهِ مما لحق به من شوائب الانتحال والوَضْع، والطمس واختلاط النسبة، بفعل عوامل وظروف كثيرة، سنعرض لها في مواضعها.

وكان طبيعياً أن نقف في أثناء بحثنا عند المصادر التي عنيت برواية هذا الشعر وحفظه، فتكشّف لنا أن أهم هذه المصادر جميعاً، هو كتاب السيرة النبوية الذي صنّفه عبد الملك ابن هشام، فقد حفظ لنا هذا الكتاب قدراً كبيراً من شعر الصراع، وثمة مصدر آخر، كان ذا قيمةٍ ظاهرة في نقل أحداث فترة الصراع، ورواية بعض أشعارها، ذلك هو كتاب ((تاريخ الأمم والملوك)) لمحمد بن جرير الطبري. ويليه ((أنساب الأشراف)) للبلاذري الذي يحتفظ بثروة طائلة من شعر الفترة وأخبارها.

وتطلَّبت طبيعة البحث منا أن نقف وقفةً طويلة عند المصادر التي تعقَّبَتْ أخبار شعراء الفترة، ورصدت جوانب معينة من حيواتهم، كالأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، وكتب تراجم الصحابة كالطبقات الكبرى والاستيعاب وأُسْد الغابة والإصابة التي عرضت بعض الجوانب الهامة لشخصيات الشعراء والأعلام الذين كان لهم دَوْرُهُمْ في الصراع، وورَد ذِكْرهُمْ في النصوص الشعرية.

وتبين لنا في أثناء البحث، أنَّ هنالك ثلاثة أطراف في الصراع، وأن كل طرف منها قد شارك في أحداث الصراع مشاركةً جادةً، وأول هذه الاطراف هم المسلمون، وثانيها مشركو مكة، وثالثها هي القبائل العربية الأخرى واليهود.

وكان من الطبيعي أن يتصدّى شعراء كل طرفٍ للدفاع عن معتقداتهم وأفكارهم، ومهاجمة خصومهم والنيل منهم. ومن هنا، فسوف نجد أنفسنا بإزاء ثلاث طوائف من الشعراء: شعراء المدينة، وشعراء مكة، وشعراء القبائل واليهود.

ووجدنا أن الصراع قد اتَّخذ مَظْهَرَيْنِ مُتَمَيّزَيْنِ: مظهراً حربياً تمثَّل في الغزوات والمعارك التي دارت رحاها بين أطراف الصراع على أرض الجزيرة. ومظهراً فكرياً تجلّى في التصدي للخصوم وتفنيد مزاعمهم، والترويج للمباديء والمعتقدات التي يؤمن بها كل طرفٍ من هذه الأطراف المتصارعة.

وقد واكب الشعر هذه الغزوات وسجّل أَحداثها، ورصد أخبارها. ولذلك، سوف تحظى الغزوات بنصيب وافر من هذه الدراسة. وسبب ذلك، أنها كانت الحافز الرئيسي إلى القول، والعامل الأساسي في تنشيط الثروة الأدبية عند شعراء الصراع.

ولما كانت الفترة التي عاشها شعراء الصراع فترة حربٍ واقتتال، كان بديهياً أن يتميز الشعر الذي صدر عنهم بموضوعات معينة ذات صلة وطيدة بالغزوات وظروفها وأحداثها. وكان بديهياً أيضاً أن تغيب موضوعات أخرى لا تَمُتُّ لظروف الحرب بسبب، كموضوع الغزل مثلاً.

وسوف نرى أن هذه الموضوعات تَتَّسِمُ بسمات عامة تَسِمُها – في معظمها – وتُفرد لشعر الصراع – من ثَمَّ – شخصية متميزة تميزه عن أقرانه من الشعر العربي.

وبهذا، فقد رأينا أنَّ دراستنا لشعر الصراع ينبغي أنْ تتوزَّعَ على فصول خمسة، يتصدَّرها تمهيد، وأن ينفرد التمهيد بالدراسات السابقة لبعض جوانب الفترة، وبموقف الإسلام من الشعر والشعراء.

 

الصفحات