أنت هنا

قراءة كتاب تاريخ شرق الأردن وقبائلها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تاريخ شرق الأردن وقبائلها

تاريخ شرق الأردن وقبائلها

لا شك أن شرقي الأردن آهلة بالسكان منذ أزمنة عريقة في القِدَم، وإن لم يزل قسم كبير من تاريخها القديم مجهولاً. فوفرة الآثار وانتشار بقايا ما قبل التاريخ التي اكتشفها وصوّرها من الجو الجروب كابتن ريز Group Captain Rees V.C., A.D.C...etc.

تقييمك:
2.5
Average: 2.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

الخيول

دخلت الخيل إلى غربي آسيا من إيران سنة 2000 ق.م وحملها الهكسوس معهم إلى مصر([23]) حيث أحدثت انقلاباً هائلاً في الفنون الحربية فاخترعت على أثرها المركبات الحربية التي كانت من ضروريات الجيوش المصرية ومميزاته فيما بعد، فزاد الطلب عليها من شمالي شرقي الأردن حيث كانت تربى على أرضها الممرعة (الخصبة). ولا تزال تجارة الخيول مع مصر جارية في شرقي الأردن حتى الآن.

عبادة الأقدمين
كانت عبادة الأحجار هي الدين السائد في عصور ما قبل التاريخ وفي شرقي الأردن كثير من الرجوم والدوائر والهياكل كالتي في كفر خل، الواقعة شمال شرقي سوف، وعمان وجرش وقرب جسر دامية ومؤاب، تدل جميعها على انتشار هذه العبادة في العالم القديم([24]) على أن أثرها لا يزال باقياً حتى اليوم في جميع أقطار العالم تقريباً([25]).
وعبد الأنباط حجراً أسود علوه أربع أقدام تقريباً وقاعدته قدمان، ولا يزال بعض العرب يحترمونه ويقدمون إليه القرابين على جبل هور «هارون»([26]). وقد كان تقديم القرابين من الطقوس الدينية المنتشرة في العالم القديم فميشع عندما كان في أزمة عصيبة قدم ابنه البكر ضحية على أسوار قير حارسة «الكرك»([27]).
وعدا عبادة الأحجار فقد عبد الأولون الأجرام السماوية وبعض الحيوانات فقبر الحديقة (Garden Tomb) في بطرا يدل على عبادة النجوم، وأثر الحية (Snake Monument) في طريق جبل هارون يدل على عبادة الثعبان([28]).
كان العبرانيون في الجيل الثالث يفضلون أهل أدوم على أهل مؤاب وعمون فمنحوهم الحقوق والامتيازات نفسها التي كانوا يتمتعون بها([29]) وذلك للقرابة التي كانت تربطهم([30])، فضلاً عما كان بينهم من التجانس في المعتقدات، لأن دين الأدميين كان قد تأثر بالثقافة السامية التي كانت منتشرة في سيناء قبل موسى، أما المؤابيون والعمونيون فقد كانت صلة قرابتهم مع العبرانيين بعيدة ودياناتهم مختلفة([31]).

مرور بني إسرائيل من شرقي الأردن (الخروج)
لم تتفق الآراء على تعيين الطريق التي سلكها بنو إسرائيل حين خرجوا من مصر، ولا تاريخ ذلك الحادث([32]). ولكن مما لا شك فيه أنهم بعد خروجهم من مصر قصدوا الجبل المقدس([33]) ثم تاهوا في الصحراء أربعين سنة قبل أن يتمكنوا من دخول فلسطين.
أراد موسى بسيره إلى فلسطين أن يسلك طريق وادي عربة والنقب، ولكنه وجد مقاومة شديدة فتراجع إلى الجنوب. وفي أثناء ذلك مات هارون ودُفن في جبل هور «جبل هارون الحديث» بجوار بطرا([34]).
ولما فشل في محاولته الدخول إلى فلسطين من الجهة الجنوبية، لم يكن أمامه إلا أن يأتي إلى شرقي الأردن ليدخل فلسطين من الجهة الشرقية. لهذا طلب من ملك أدوم السماح له بالمرور خلال وادي عربة وما وراءه([35])، غير أن طلبه قد رُفض فقفل راجعاً إلى العقبة ماراً بوادي إثم ومتجنباً حدود أدوم. وبعدما وصل إلى السهول الشرقية سار شمالاً متوخياً ألا يصطدم مع أدوم أو مؤاب أو عمون. ومع أن الأماكن التي مرّ بها أو استراح فيها كثيرة فمن الصعب جداً تعيينها الآن، ولكن الأغلب أن يكون قد سلك بعد بلدة معان طريق الحج الحديثة، ثم انحرف بعيداً ماراً ببئر بطرا المشهور الذي بنى عليه الرومان بعد ذلك برجاً حربياً ومن ثم إلى الجفر فباير([36]). ولعل باير هي عيي عباريم الواردة في التوراة، فإذا صح ذلك فتكون أوبوت الواردة أيضاً في التوراة إما بطرا أو الجفر([37]).
ولما وصل إلى نهر أرنون «الموجب» الذي كان الحد الفاصل بين مملكتي الأموريين والمؤابيين أرسل رسلاً إلى سيحون ملك الأموريين، وعاصمتهم حسبان، يستأذنه بالمرور من مملكته. رفض سيحون ذلك فكان على موسى عندئذ أن يعمل أحد شيئين، إما أن يرجع من حيث أتى ويسير محاذياً لحدود أدوم الجبلية الممتدة من أرنون «الموجب» إلى يبوق «الزرقاء»، وهذا لم يكن بإمكانه، وإما أن يحارب سيحون.
كانت المعركة في مكان يدعى جهاز - قد تكون ياجوز الحديثة - شمالي شرقي صويلح([38]). انتصر بها موسى وصارت مملكة سيحون بقبضته. وبعد ذلك اختفى اسم سيحون من التاريخ ما لم يكن جبل شيحان منسوباً إليه([39]). وبعد انتصار جهاز سار الإسرائيليون غرباً إلى شواطئ الأردن، حيث استراحوا قليلاً ثم أرسلوا جيشاً لمحاربة عوج ملك باشان، الذي كان يغير على جناحهم الأيمن، وغلبوه في أدرعي «درعا»([40])، فاستتبت لهم السيادة في جلعاد كلها حتى نهر اليرموك، نصفها حكمه أبناء رأوبين وجاد، والنصف الآخر مع مملكة باشان كان لأبناء منسة.

الصفحات