أنت هنا
قراءة كتاب السيرة النبوية لابن كثير الجزء الثالث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
مسترضعة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الاختصار في الطريق إلى المدينة، فقال له سعد: هذا الغامر من ركوبة، وبه لصان من أسلم يقال لهما المهانان.
فإن شئت أخذنا عليهما.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " خذ بنا عليهما ".
قال سعد: فخرجنا حتى إذ أشرفنا إذا أحدهما يقول لصاحبه: هذا اليماني.
فدعاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الاسلام فأسلما، ثم سألهما عن أسمائهما فقالا: نحن المهانان.
فقال: " بل أنتما المكرمان " وأمرهما أن يقدما عليه المدينة، فخرجنا حتى إذا أتينا ظاهر قباء فتلقاه بنو عمرو بن عوف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أين أبو أمامة أسعد بن زرارة ؟ " فقال سعد بن خيثمة: إنه أصاب قبلى
يا رسول الله أفلا أخبره ذلك ؟ ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا طلع على النخل فإذا الشرب مملوء، فالتفت رسول الله إلى أبى بكر فقال: يا أبا بكر هذا المنزل.
رأيتنى أنزل إلى حياض كحياض بنى مدلج.
انفرد به أحمد.
فصل في دخوله عليه السلام المدينة، وأين استقر منزله بها وما يتعلق به قد تقدم فيما رواه البخاري، عن الزهري، عن عروة، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المدينة عند الظهيرة.
قلت: ولعل ذلك كان بعد الزوال، لما ثبت في الصحيحين من حديث إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن البراء بن عازب، عن أبى بكر في حديث الهجرة قال: فقدمنا ليلا فتنازعه القوم أيهم ينزل عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنزل على بنى النجار أخوال عبدالمطلب أكرمهم بذلك ".
وهذا والله أعلم إما أن يكون يوم قدومه إلى قباء، فيكون حال وصوله إلى قرب المدينة كان في حر الظهيرة وأقام تحت تلك النخلة، ثم سار بالمسلمين فنزل قباء وذلك ليلا، وأنه أطلق على ما بعد الزوال ليلا، فإن العشى من الزوال.