قراءة كتاب السيرة النبوية لابن كثير الجزء الرابع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
تصوب بأبدان الرجال وتارة * تمر بأعراض البصار تقعقع (1) وخيل تراها بالفضاء كأنها * جراد صبا في قرة يتريع (2) فلما تلاقينا ودارت بنا الرحا * وليس لامر حمه الله مدفع ضربناهم حتى تركنا سراتهم * كأنهم بالقاع خشب مصرع لدن غدوة حتى استفقنا عشية * كأن ذكانا حر نار تلفع (3) وراحوا سراعا موجعين (4) كأنهم * جهام هراقت ماءه الريح مقلع (5) ورحنا وأخرانا بطاء كأننا * أسود على لحم ببيشة ضلع (6) فنلنا ونال القوم منا وربما * فعلنا ولكن ما لدى الله أوسع ودارت رحانا واستدارت رحاهم * وقد جعلوا كل من الشر يشبع ونحن أناس لا نرى القتل سبة * على كل من يحمى الذمار ويمنع جلاد على ريب الحوادث لا نرى * على هالك عينا لنا الدهر تدمع بنو الحرب لا نعيا بشئ نقوله * ولا نحن مما جرت الحرب نجزع بنو الحرب إن نظفر فلسنا بفحش * ولا نحن من أظفارنا نتوجع وكنا شهابا يتقى الناس حره * ويفرج عنه من يليه ويسفع (7) فخرت على ابن الزبعرى وقد سرى * لكم طلب من آخر الليل متبع فسل عنك في عليا معد وغيرها * من الناس من أخزى مقاما وأشنع
__________
(1) قال السهيلي: " يقول: تشق أبدان الرجال حتى تبلغ البصار فتقعقع فيها، وهى جمع بصرة، وهى حجارة لينة.
ويجوز أن يكون أراد جمع بصيرة، مثل كريمة وكرام.
والبصيرة: الدرع، وقيل: الترس ".
(2) الصبا: ريح شرقية.
والقرة: الليلة الباردة.
يتريع: يذهب ويجئ.
(3) ذكانا: حرارتنا في الحرب.
(4) ابن هشام: موجفين.
(5) الجهام: السحاب الرقيق.
(6) بيشة: موضع كثير الاسود.
وفى ابن هشام: ظلع.
(7) يفرح عنه: ينكشف.
ويسفع: يلفح.
(*)