أنت هنا

قراءة كتاب النظم بين القرآن والشعر في دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
النظم بين القرآن والشعر في دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني

النظم بين القرآن والشعر في دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني

كتاب " النظم بين القرآن والشعر في دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني " ، تأليف فطنة بن ضالي ، والذي صدر عن دار العنقاء للنشر والتوزيع والدعاية والإعلان عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

المبحث الثالث : التقديم والتأخير

يبحث الجرجاني في الخبر والاستخبار "الاستفهام" وفي ترتيب أجزاء الجمل على اعتبار أن معاني الترتيب يشترك فيها الخبر والاستخبار، يقول:

« لا يجوز أن يكون لنظم الكلام وترتيب أجزائه في "الاستفهام" معنى لا يكون له ذلك المعنى في "الخبر" وذاك أن "الاستفهام"، استخبار، والاستخبار هو طلب من المخاطب أن يخبرك. فإذا كان كذلك، كان مُحالا أن يفترق الحال بين تقديم الاسم و تأخيره في "الاستفهام"، فيكون المعنى إذا قلت:"أزيد قام؟"غيره إذا قلت: "أقام زيد؟"ثم لا يكون هذا الافتراق في الخبر، ويكون قولك:"زيد قام"و "قام زيد" سواء، ذاك لأنه يؤدي إلى أن تَستعْلمَه أمرا لا سبيل فيه إلى جواب، وأن تَسْتَثْبته المعنى على وجه ليس عنده عبارة يُثْبتُه لك بها على ذلك الوجه.

وجملة الأمر، أن المعنى في إدخالك "حرف الاستفهام على الجملة من الكلام، هو أنك تطلب أن يَقفَك في معنى تلك الجملة ومؤداها على إثْبات أو نفي»([32]).

من هنا يتناول الجرجاني التقديم والتأخير في الجمل الخبرية والاستفهامية، مثبتة كانت أم منفية، ويعتبر هذا الأسلوب أصلا في تأدية المعنى على الوجه المخصوص الذي تحصل به الفوائد، ويكسب الكلام مزية يقول: « هو باب كثير الفوائد، جم المحاسن، واسع التصرف بعيد الغـايـة، لا يزال يفْتَرُّ لك عن بديعةٍ، ويفضي بك إلى لطيفة.»([33]). فهو السبب في شرف المعنى و به يعظم التفاوت في النظم إلى أن يرتقي إلى مستوى لا يقدر عليه، وإن أردت الدليل على ذلك فهو معرفة وجوه التقديم والـتأخير، يقول :

« ليت شعري، إن كانت هذه أمورا هينة وكان المدى فيها قريبا، والجَدَى يسيرا، من أين كان نظم أشرفَ من نظم؟ وبم عظم التفاوت، واشتد التباين، وترقى الأمر إلى الإعجاز، وإلى أن يقهر أعناق الجبابرة ؟»([34]).

يبين الجرجاني ما يلي في تناوله لهذه الظاهرة الأسلوبية:

- فائدة التقديم والتأخير.

- تعريف الظاهرة.

- الرد على من قسمها إلى مفيدة وغير مفيدة.

- مواضع التقديم والتأخير في الاستفهام.

- مواضع التقديم والتأخير في النفي.

- مواضع التقديم والتأخير في الخبر.

ويتطرق إلى:

* وجوه تقديم ومعاني المُحدَّثِ عنه.

* وجوه تقديم المحدث عنه بعد واو الحال.

* تقديم النكرة على الفعل.

ويعرِّف التقديم بكونه هو "تحويل" اللفظ عن مكان إلى مكان، ويكون على وجهين:

* تقديمه على نية التأخير، وذلك في كل شيء أقررته على حكمه الذي كان عليه.

* تقديمه لا على نية الـتأخير، ولكن على أن تنقل الشيء إلى حكم، وتجعله له بابا غير بابه، وإعرابا غير إعرابه.

وفي هذا السياق يشير إلى التقديم للعناية والاهتمام، وهو يناقش فكرة صاحب الكتـاب التي هي: « كأنهم يقدمون الذي بيانه أهم لهم، وهم ببيانه أعنى، وإن كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم »، ويضيف الجرجاني، أن هذا التعليل لا يكفي، بل لابد من ذكر مكمن تلك العناية، ولم كان ذلك!؟ ([35])

ويعتبر الدكتور عز الدين الذهبي رد الجرجاني على سيبويه، في التقديم للعناية والاهتمام دون الإتيان بمثال، اجتهادا وزيادة في الفهم والإدراك، فيقول: « يظهر موقف الجرجاني، وكأنه يهدف إلى أكثر من تكميل قاعدة التقديم للعناية والاهتمام ودعمها بالمزيد من الشرح والتحليل على حين أن تطبيقاته تفصح عن تجاوزه لهذه القاعدة، ثم ينتقد السابقين لكونهم لم يعتمدوا في هذا الباب شيئا يجري مجرى الأصل غير العناية والاهتمام ».([36])

الصفحات