كتاب " خريف الوطن " ، تأليف محمد خالد النبالي ، والذي صدر عن دار العنقاء للنشر والتوزيع والدعاية والإعلان عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب خريف الوطن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المقدمة
إن الدلالات المهيمنة على النص تجعل من الجملة الشعرية نسقا أسلوبيا خاصا لكل يحافظ من خلالها على الوحدة العضوية للنصوص , والارتكاز هنا يكون على البعد الوجداني الذي يعطي المعنى المترتب على هذه الوحدة من خلال المقاربات المعنوية الرمزية والدلالات الإشارية .
نجد هنا الشاعر اعتمد على مشهدية الحوار ما بين الذات الوجدانية كمحور البؤرة المتنقله حسب انعكاس الرموز الموحية من الواقع المعاش حوله والتي يخضعها للترتيب الوضعي لحركة الحياة ضمن مساحة الوطن.
الشاعر محمد خالد النبالي اعتمد في مجموعته ( خريف الوَطَنْ) على ردة فعل الحياة وانعكاسها على ذاته وما تستنهضه هذه الردة من خلال حركة الحياة المكونة لرموزه التي تقارب قناعاته المشهدية واحداث تطورها الوضعي لكي يحكم المعنى ضمن دلالاته الجوهرية أي أن الشاعر يكون فكرة النص من الرؤيا المتكونة من طاقة التخيل الرمزي لكل الحالات المتحركة والثابتة في الإشارة المعنوية لهموم الإنسان و الوطن في نسق تصوري إدراكي أي أن الانعكاس الرمزي ماهو إلا انعكاس الواقع وما يحمله من هموم على ذاته والتي تقارب فهمه "السوسيولجي" لكل حدث يراه ضمن طاقته البصرية والمعرفيه،وهذا ما يوسع البعد الرمزي والدلالي في القصيدة لديه .
الشاعر اعتمد على اللقطة الرؤيوية المقاربة في انعكاسها الموضوعي الفهمي للفكرة عنده، الموحية لكل الحالات التي يعيشها في داخل ذاته بسبب الأزمة الموجودة في ذات الوطن، وهذا ما يوسع أفق الاختيارات المفردة اللغوية التي تنضج النص من خلال الإشارة إليه بالرمز المشع بالفهم الإدراكي الصوري والذي بدوره يكون الصورة الشعرية ضمن الحدث التضادي مع الذات ومعرفتها الإنسانية.
نص أتوضأ بالدم ...
وحْدهُ حطبُ الشّتاءِ
يُثرثرُ في فَمي
دَمْعَتي تفِرُ
صَوتي زَلْزلةُ قَبْر
عَقْلي طُرقاتٌ مُزدَحِمةٌ بالتّعبْ
والحرائرُ تُنادي
لا تُنادي يا ابْنةَ أُم
لا تسْألي أيْنَ الْعَرَبْ !!
الشاعر هنا يثبت الدلالة من خلال المقاربة بين رمز الذات وما يعني الأنتماء له في قضية يؤشرها ضمن مساحة هذه الذات والتي يعيش مخاضه النفسي أتجاهها، فلا يجد لها حلا فتتحول هذه القضية إلى رمز من الخواء والموت, فحطب الشتاء ما هو إلا إشارة إلى دلالة السكون والصمت، فحين تهمل أي قضية تتحول إلى ركن بارد لا ينبض بالحياة لأنها قد نسيت من قبل الآخرين، مما يجعلها تتحول إلى ثرثرة لا صلة لها بعمق الأنتماء،وهذا ما يتعبه لأن كل شيء أصبح خارج الحلم الذي يريد أن يصل له (وحْدهُ حطبُ الشّتاءِ / يُثرثرُ في فَمي /دَمْعَتي تفِرُ /صَوتي زَلْزلةُ قَبْر/عَقْلي طُرقاتٌ مُزدَحِمةٌ بالتّعبْ ) لهذا تأخذ هذه القضية شكل الألم لأنها أصبحت لا تهم الآخرين الذين ينتمون لها.
الشاعر وسط كل هذه الحالات مازال يمتلك الغضب والزلزلة وصوت الرفض لما وصلت إليه القضية التي ينتمي لها ( والحرائرُ تُنادي /لا تُنادي يا ابْنةَ أُم /لا تسْألي أيْنَ الْعَرَبْ !!) هذا التفجر والغضب داخله لا يجد صدى عند الآخرين وهم العرب والقضية هي قضية فلسطين حيث نجد العرب غير مبالين بها مع أنها هي قضيتهم الأساسية, وهذا ما يجعله يصل الى حالة اليأس من أي تغير يحدث.