أنت هنا

قراءة كتاب فن التحرير الصحفي - دراسة قرآنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فن التحرير الصحفي - دراسة قرآنية

فن التحرير الصحفي - دراسة قرآنية

كتاب " فن التحرير الصحفي - دراسة قرآنية " ، تأليف فايز رجا العقيل الجبور ، والذي صدر عن دار الجنان عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ولن تجد له من دون الله ولياَ مرشدا. واصلي واسلم على رسوله المجتبى؛ سيد الأولين والآخرين؛ المبعوث رحمة للعالمين.

يقول الإمام الشافعي:(ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب).

ولعل ما نجده في هذه الأيام من شيوع اللغة العامية، لا سيما في وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة، ما يصدِّق ظننا على صحة هذا القول.

وليس ثمة شك في أن معرفة اللغة العربية معرفة جيدة أمر يسهّل على الصحفي عملية الكتابة، نحواً، وإملاءً، إضافة إلى معرفة مترادفاتها، فاللغة العربية هي لغة البلاغة والفصاحة، وأكثر لغات العالم في اشتقاقاتها. وكيف لا؟! وهي اللغة الخالدة التي لم يعتريها ما اعترى غيرها من الذوبان والاندثار.

وفي هذا السياق تستوقفني قصة سمعتها، بأن لويس كارول كاتب قصة أليس في بلاد العجائب، في رحلة أليس إلى العالم السفلي، أحبت أليس أن تكتب رسالة لمن يأتي بعدها، فاختارت أن تكتب الرسالة باللغة العربية، ولما سئل الكاتب: لماذا اخترت اللغة العربية؟ أجاب: لأنها اللغة الخالدة.

وإن من نافلة القول أن كتاب الله تعالى الذي تكفل الباري بحفظه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون)، خير من يستعان به على فهم اللغة العربية، فهو الذي حفظها من الاندثار على مر العصور، وحماها من محاولات التغريب والتقليد.

إن المتدبّر لكتاب الله، يرى الإعجاز اللغوي الرائع في مفرداته وتعبيراته، ما أعجز معه أبلغ الشعراء ومفوهي الخطباء فصاحةً وبلاغةً.

ولا غرو في ذلك، فلقد كان القرآن الكريم معجزة خالدة، تحدّى بها المولى عز وجل الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، فلم يكن القرآن الكريم كتابا توجيهيا كسائر ما سبقه من الكتب السماوية التي أنزلت على رسل الله عليهم السلام، بل كان كتاباً توجيهياً ومعجزة في آن معاً؛ خالدة حتى قيام الساعة، (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا).

ولا نحتاج إلى كبير عناء في الدلالة على صدقية القول، إذ نابت المكتشفات العلمية الحديثة في بيان عجائب القرآن الكريم التي لا تنتهي حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

ومن أجل هذا، فإن الكتابة البارعة تقتضي الرجوع إلى كتاب الله وتدبّر آياته العظام، لنستقي من ينبوعها ما يفيدنا في الدنيا والآخرة.

ومن هنا، فقد آثرت أن أقدم هذه الدراسة المتواضعة، استعرض من خلالها الأساليب التي تفيدنا في مهنة المتاعب أو السلطة الرابعة أو صاحبة الجلالة كما يحلو للبعض تسميتها، بادئاً أولاً بعرض للأسلوب القصصي والخَبَري في سورتي (يوسف)، و(النمل)، واهم ما يمكن أن يستفيد منه الكاتب الصحفي في هذا المجال.

ثم سأعرض في الفصل الثاني مشاهدات من القرآن الكريم حول الترادف الوارد في القرآن الكريم والمحسنات البديعية، وكيف جاءت بدقة متناهية تبعث على التشويق في كل مرة يتلو فيها القارئ آياته البيّنات.

وفي الفصل الثالث: سأقدّم نبذة حول التحرير الصحفي، والعوامل المؤثرة في صياغة الخبر، وصفات الخبر، وأنواعه، والمقدمة، وأشكال الفنون الصحفية.

وفي الفصل الرابع: اجتهدت في عرض أحدى وخمسين قاعدة نحوية، لما للنحو من تأثير كبير ومباشر على عمل المحررين اليومي. يليه الفصل الخامس وفيه عرض لقواعد الإملاء.

وما هي إلا محاولة اجتهدت فيها لعل زملاءنا في المهنة أن يجدوا فيها ما يثير اهتمامهم، فإن أصبت فما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب، وإن أخطأت فتقصير مني، ولا كمال لبشر.

والله من وراء القصد.

فايز العقيل الجبور

سكرتير تحرير

وكالة الأنباء الأردنية

الصفحات