أنت هنا

قراءة كتاب تذكيــر المسلمـين بتوحيـد الإلـه العظيـم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تذكيــر المسلمـين بتوحيـد الإلـه العظيـم

تذكيــر المسلمـين بتوحيـد الإلـه العظيـم

كتاب "تذكيــر المسلمـين بتوحيـد الإلـه العظيـم " ، تأليف محيي الدين محمد عطية ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

إن الداء العضال الذي شتت الأمة وجعلها تخفق في كل مكان وميدان هو التفريط في تعلم وتعليم عقيدة التوحيد، بصفائها ونقائها وبساطتها، كما جاءت في القرآن والسنة مما أدى إلى سهولة الانسلاخ من آيات الله والإقٌبال على ما حرم الله عز وجل.

فما هو ذلك التوحيد ؟

التوحيد هو إفراد الله جل وعلا بالخلق والملك والحكم والتدبير، قال تعالى: "قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ(87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ(89)"[40] وقال تعالى "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" [41].

وإفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ونفي العبادة عن كل ما سوى الله كائنا من كان، قال تعالى "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ "[42] وقال سبحانه "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ"[43] كما قال تعالى:"ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ "[44]، فمن صرف العبادة لغير الله فهو مشرك كافر,وإن مات قبل أن يتوب فهو خالد مخلد في نار جهنم أبدا والعياذ بالله، قال الله تعالى "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا"[45].

فالتوحيد هو معنى قول لا إله إلا الله ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "التوحيد الذي جاءت به الرسل إنما يتضمن إثبات الإلوهية لله وحده بأن يشهدوا أن لا اله إلا الله، ولا يعبدوا إلا إياه، ولا يتوكلوا إلا عليه تعالى، ولا يوالوا إلا له، ولا يعادوا إلا فيه، ولا يعملوا إلا لأجله، وليس المراد بالتوحيد مجرد توحيد الربوبية" وكل عمل لا يرتبط بالتوحيد فلا وزن له، قال تعالى" مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ "[46].

حكم تعلم التوحيد

فرض عين على كل مسلم ومسلمة، قال الله تعالى" فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ "[47] فمن حقق التوحيد دخل الجنة ومن فعل أو اعتقد ما ينافيه ويناقضه فهو من أهل النار وتحقيق التوحيد سبيل السعادة في الدنيا والآخرة.

يقول ابن القيم: " اعلم أن حاجة العبد أن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً في محبته ولا في خوفه ولا في رجائه ولا في التوكل عليه، ولا في العمل له ولا في الحلف به، ولا في النذر له، ولا في الخضوع له، ولا في التذلل والتعظيم والسجود والتقرب، أعظم من حاجة الجسد إلى روحه والعين إلى نورها، بل ليس لهذه الحاجة نظير تقاس به.

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بينما أنا رديف النبيصلى الله عليه وسلمليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل فقال:" يا معاذ "، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: " يا معاذ "، قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال:" يا معاذ بن جبل "، قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: " هل تدري ما حق الله على عباده "؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال:" حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً "، ثم سار ساعة ثم قال:" يا معاذ بن جبل "، قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال:" هل تدري ماحق العباد على الله إذا فعلوه"؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال:" حق العباد على الله أن لا يعذبهم "[48].

قال الإمام ابن القيم عن كلمة التوحيد: يسأل الله الأولون والآخرون فلا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن مسألتين: ماذا كنتم تعملون ؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ فجواب الأولى بتحقيق لا إله إلا الله معرفة وإقرارً وعملاً، وجواب الثانية بتحقيق أن محمدً رسول الله معرفة وإقرارً وانقياداً وطاعة [49].

وقال الإمام محمد ابن عبد الوهاب: فيجب على العبد أن يبحث عن معنى الشهادتين أعظم من بحثه عن الصلاة والصيام[50].

وقال الإمام الصنعانى: والمراد اعتقاد معناها والعمل بمقتضاها لا مجرد قولها باللسان ، ومعناها إفراد الله بالعبادة والإلوهية، والنفي والبراءة من كل معبود دونه[51].

وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي: من لم يحط بمعنى لا إله إلا الله على سبيل التحقيق فهو بنفسه على خطر أن يكون مشركاً ، أو يعرض له الشرك فيقبله وهو لا يشعر، فأولى به أن يبادر إلى تخليص نفسه[52].

معنى لا إله إلا الله

معناها:لا معبود بحق إلا الله، قال تعالى:"ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ"[53].

وقال تعالى: "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ "[54].

فيكون معنى أشهد أن لا إله إلا الله هو: أقر إقراراً جازماً وأحكم حكماً قاطعاً على كل من زعم أنه إله، أو صرفت له عبادة سوى الله عز وجل بأنه باطل ، وعبادته باطله، وأحكم أن الله وحده هو الإله الحق، المستحق وحده للعبادة.

أركان لا إله إلا الله

لكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" ركنان:

الأول/ النفي: هو نفي الإلوهية عمن سوى الله، والثاني/ الإثبات: هو إثبات الإلوهية لله وحده سبحانه وتعالى، قال الله تعالى:" فمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"[55].

الصفحات