أنت هنا

قراءة كتاب السياسة الإسرائيلية تجاه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد انتهاء الحرب الباردة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السياسة الإسرائيلية تجاه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد انتهاء الحرب الباردة

السياسة الإسرائيلية تجاه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد انتهاء الحرب الباردة

كتاب "السياسة الإسرائيلية تجاه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد انتهاء الحرب الباردة " ، تأليف د. جاسم يونس الحريري ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

مكانــة دول مجلـس التعـاون فـي الإدراك السياســي الإســرائيلــي

تُعرف "السياسة" Policy بأنها "مجموعة مبادئ، وقواعد، واتجاهات عريضة تسهل الوصول إلى الأغراض المطلوبة، ومن ثم فهي تحدد جزئيًا طريقة العمل، وطرق اختيار الأساليب"([1]).

أما "السياسة الخارجية" فإنها ظاهرة متعددة الأبعاد تستلزم صياغة مجموعة من الأهداف، وتحديد مجموعة من القرارات، والسلوكيات، التي تشكل في مجموعها السياسة الخارجية لوحدة دولية ما، والتي تشكل اتجاهًا تتسم به في مرحلة معينة، ويقصد بالاتجاه الطابع العام والخصائص الأساسية لسياسة الوحدة الدولية عبر فترة زمنية طويلة نسبيا([2]).

وتبعًا لذلك فإن السياسة الخارجية للدولة تكون بمثابة منهاج يحدد ممارستها في طريقة التعامل مع غيرها من الدول، انعكاسًا من المبادئ التي تعتنقها، وسعيا للأهداف التي تبغي تحقيقها من أجل تأمين سيادتها، ووحدة أراضيها، وضمان مصالحها، بالتعاون مع غيرها من الدول تحت ظل المنافع والأهداف المشتركة([3]).

ولهذا ينظر إلى السياسة الخارجية على أنها ذلك الفعل (بمعنى السلوك) الهادف نحو تحقيق غرض معين([4]).

وإذا كان مفهوم "التصور" يراد به إدراك صناع القرار لموضوع، أو لحالة، أو لحقيقة معينة، وتقويمهم له من خلال الجودة أو الرداءة، والصداقة أو العداء أو المنفعة والأضرار، أو المعاني المشتقة منها، فـ "الإدراك" يقصد به عملية استقبال المثيرات الخارجية وتفسيرها بواسطة النظام السلوكي تمهيدا لترجمتها إلى معان ومفاهيم تعاون في اختيار السلوك. ولهذا فإن الإدراك ليس معرفة الواقع، بل هو ترجمة فعلية على أسس معرفية وقيمية لذلك الواقع إلى رؤى محددة للسلوك، ولمساره تجاه الآخر([5]).

وعليه فإن فهم واستيعاب مكانة دول مجلس التعاون الخليجي في الإدراك السياسي الإسرائيلي يتجلى عبر تحليل التصور والإدراك الإسرائيلي حيال الوطن العربي بصورة عامة، والخليج العربي بصورة خاصة، لأنه يرتكز على معطيات استراتيجية، تنطلق من الأهمية الجغرافية للمنطقة، ومعطيات اقتصادية للسيطرة على الموارد الذاتية لها، لتمكين إسرائيل من رفدها بالقوة الاقتصادية، فضلا عن التصورات التي وردت في إرهاصات الفكر الصهيوني للتطلع نحو السيطرة على الخليج العربي تحت ذرائع دينية أو تاريخية([6]).

وفي الوقت الذي ظل جوهر السياسة الخارجية الإسرائيلية هو القضاء على الرفض العربي العام لوجودها بالمنطقة، وفرض الظروف المؤدية لسيادة (السلام الإسرائيلي)([7])، فإن السياسة الخارجية للدولة الإسرائيلية تبدو محكومة بالظروف الخاصة للتكوين التاريخي لها الذي هو جماع عدة مكونات، أهمها الأيديولوجية الصهيونية، والميراث التاريخي اليهودي، والمشكلة الأمنية التي تشتمل بدورها على مكونات أيديولوجية وتراثية، لكنها تتضمن أيضا مكونات جغرافية واقتصادية، فضلا عن المكون العسكري. ومن ثم يبدو أن الدراسة المنهجية لهذه السياسة تظل في حاجة إلى تطوير نموذج يأخذ في اعتباره هذه الخصوصية([8]). وتبعا لذلك سيحاول هذا الفصل في المبحث الأول إعطاء صورة موجزة ومقتضبة للمرتكزات والوسائل التي سخرتها إسرائيل تجاه الوطن العربي ليكون القارئ على بينة من التوجهات الإسرائيلية تجاه الوطن العربي بصورة عامة، وبيان أهمية منطقة الخليج العربي في الإدراك اليهودي والصهيوني بكونه حيزًا جيوبوليتيكيًا، ونسيجًا ديمغرافيًا في المبحث الثاني، ومن ثم خصص المبحث الثالث لبيان الدور الإسرائيلي في توجهات السياسة الأمريكية تجاه منطقة الخليج العربي بسبب كون الولايات المتحدة الطرف الدولي البارز الذي تلاقت سياسته الخارجية في منطقة الخليج العربي مع السياسة الإسرائيلية كنوع من التماثل المصلحي المشترك بينهما لتحقيق أهدافهما الاستراتيجية تجاهها في المستقبل المنظور على أقل تقدير.

الصفحات