أنت هنا

قراءة كتاب التدريب المعرفي والعقلي للاعبي كرة القدم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التدريب المعرفي والعقلي للاعبي كرة القدم

التدريب المعرفي والعقلي للاعبي كرة القدم

كتاب " التدريب المعرفي والعقلي للاعبي كرة القدم " ، تأليف أ.م.د فرات جبار سعد الله و أ.م.د هه فال خورشيد الزهاوي ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

ومع انعكاس الاستطالة وعندما تثار العضلة المجهزة، فانه يتم تثبيط العضلة المعاكسة في نفس الوقت للسماح بحدوث الحركة ويطلق على هذه الظاهرة اسم التثبيط المتبادل(بعد المشتبك العصبي) ذو الآلية العصبية التي يطلق عليها الإمداد العصبي أو انعكاسة ثني، ومع انعكاس الاستطالة المعاكسة فان النتيجة المباشرة على العضلة المجهزة هو احد التثبيطات والاسترخاءات مع معلومات إضافية كونها ترسل إلى الخلايا العصبية الحركية التي تجهز العضلة المعاكسة مما يتسبب في إثارة المجموعة العضلية.

ساق الدماغ ومستوى العقد الأساسية للتحكم بوضع الجسم والحركة:

ان الدور الرئيس لساق الدماغ في التحكم بالوظيفة الحركية هو تجهيز تقلصات أساسية للجذع والرقبة والأجزاء الواقعة قرب محور الجسم للهيكل العضلي الطرفي لغرض إسناد الجسم ضد الجاذبية وتتحدد هذه الدرجة النسبية لتقلص العضلات المفردة المضادة للجاذبية بواسطة ألياف التوازن، مع ردود الأفعال كونها يتم التحكم بها بواسطة الجهاز الدهليزي الذي يرتبط مباشرة بمنطقة ساق الدماغ، ويصل ساق الدماغ الحبل الشوكي بالقشرة الدماغية، وهو يتألف من الدماغ الأوسط والقنطرة والنخاع المستطيل، ويشار إلى الوسط المركزي لهذه المنطقة غاليا باسم التكوين الشبكي، وتشتمل هذه المنطقة من الجهاز العصبي المركزي على جميع المسالك الرئيسة التي تصل الدماغ بالحبل الشوكي داخل حيز مضغوط ومحدود جدا، وهي أيضا نقطة خروج الأعصاب القحفية (الجمجمية) من الجهاز العصبي المركزي.

ويصل الدماغ الأوسط الدماغ بالقنطرة، وهو يتألف من بضعة ارتفاعات تحتوي على العديد من الألياف الصاعدة والنازلة خصوصا السمعية والبصرية والروابط الدهليزية بالإضافة إلى المادة السوداء والنواة الحمراء التي تعتبر محطات ترحيل من المخيخ إلى المخ، كما ويحتوي أيضا على حزمة من الألياف الحسية( اللفافة الإنسية) المتجهة إلى المهاد( Habbard & Mechan 1987).

أما القنطرة فهي عبارة عن جسر بين الدماغ الأوسط والنخاع وهي تقع أمام المخيخ، وتتألف من ألياف بيضاء مستعرضة وطويلة منتشرة في كل مكان مع نويات تمر من والى المخيخ والمخ والحبل الشوكي، ويتصل النخاع (الذي يقع تحت القنطرة) بالحبل الشوكي وهو بعد المنطقة الرئيسة لمعبر المسالك (الأهرامات) في الجهاز العصبي المركزي، ويقوم النخاع بوظيفته كمسلك توصيل للإشارات الحركية والحسية بين الدماغ والحبل الشوكي.

ويعد التكوين الشبكي الوسط المركزي لمنطقة ساق الدماغ، وهو عبارة عن صلة ربط للخلايا العصبية (الألياف العصبية...الخ التي تشكل المسالك الصاعدة والنازلة)، وما يتصل بالمخيخ والأجزاء الأخرى للدماغ، وصلة تربط الألياف العصبية المتناظرة، كذلك فهو منشأ لبعض المسالك، أضف إلى ذلك ان معظم الأعصاب القحفية تغادر الجهاز العصبي المركزي من هذه النقطة، ولهذا السبب تقوم هذه المنطقة بوظيفتها كمحطة ترحيل تعالج المعلومات الحسية وتنظم الناتج الحركي الخارج(output) (Gordon1990) .

وتتحد الخلايا سوية لتشكيل مراكز مثل المراكز القلبية الوعائية والتنفسية مع وظائف حيوية بل ومنفصلة وبمستوى تلقائي عام، ومن الأمثلة لهذه الأنواع والوظائف المرتبطة بهذه الخلايا( معدل ضربات القلب، ضغط الدم، التنفس، الوظيفة المعوية المعدية، التوازن، إسناد الجسم ضد الجاذبية، وحركات وضع الجسم الإجمالية) وان التكوين الشبكي الذي يتأثر بنظام النشاط الشبكي يتحكم بالانتباه أيضا(Ganong1991).

ومن خلال اندماج المعلومات الواصلة إلى التكوين الشبكي سيتم عندئذ التحكم بالحركات الإجمالية وبوضع الجسم المحوري، وان الداخل من المعلومات (Input) إلى التكوين الشبكي من مصادر عديدة هي المسالك الشبكية الشوكية، والأعصاب المتناظرة من المسالك المهادية الشوكية، والنوى الدهليزية، والمخيخ، والعقد الأساسية، والقشرة الدماغية، وتحت المهاد وتشكل الخلايا العصبية الأصغر صلات ربط متعددة داخل المنطقة في حين تمر الخلايا العصبية الأكبر عبرها باعتبارها ذات وظيفة حركية أساسا، وتعد النوى الدهليزية مهمة جدا للتحكم الوظيفي بحركات العين، والتوازن وإسناد الجسم ضد الجاذبية، وبالحركات الإجمالية للجسم، وان صلات الربط المباشرة بالجهاز الدهليزي للأذن الداخلية والمخيخ وكذلك القشرة الدماغية تمكننا من استخدام ردود أفعال موقعية أساسية معاد برمجتها لغرض المحافظة على التوازن ووضع الجسم، وعند العمل مع القسم الجسري(المتعلق بالجسر) للتكوين الشبكي، فأن النوى الدهليزية يتم إثارتها غريزيا، ولكن رغم هذا يتم إيقاف ذلك بواسطة الإشارات المثبطة القادمة من العقد الأساسية (Ganong1991).

وبشكل شامل فان الوظائف المرتبطة حركيا بساق الدماغ هي لإسناد الجسم ضد الجاذبية وتوليد حركات أجمالية مقبولة والمحافظة على التوازن ولهذا السبب فهي تعني وعلى الدوام بالتحكم في عضلات الطرف المحورية جسديا (حركات الجذع والحزام) ولا يجري ذلك بمعزل بل بمساعدة اندماج المعلومات القادمة من المخيخ والعقد الأساسية والمناطق الدماغية.

وتؤثر ساق الدماغ في التحكم الحركي مباشرة عبر المسالك النازلة للحبل الشوكي، وبشكل غير مباشر عبر المسالك الصاعدة للمراكز العليا حيث يكون دورها هو التحكم بالنشاط الكلي للدماغ وكذلك التحكم بالانتباه (Gordon1990)، وبالإمكان تقسيم المسالك الصاعدة( التي تساعد في التحكم بالحركات المحورية وحركات الحزام) إلى أجهزة أو أنظمة حركية إنسية ووحشية، وينزل النظام الحركي إلى داخل الأعمدة الأمامية الإنسية للحبل الشوكي والنهايات الشوكية ثم مباشرة (عبر الخلايا العصبية الرابطة البينية) إلى الخلايا العصبية الحركية الإنسية للقرن الأمامي الذي يؤثر على مجاميع عضلات الطرف المحور الجسدي ومناطق الجسم المحورية وعلى كلا الجانبين غالبا، ومن المهم جدا التنظيم والتحكم بحركات الجسم بكاملها والتي تحتاج بدورها إلى مجاميع من العضلات التي تعمل سوية وترتبط المسالك الشوكية الدهليزية وبشكل خاص بموقع حركات الرأس وتجعلهما مهمين في تنظيم حركات ووضع الجسم عند التحكم بالتوازن، وتؤثر المسالك الشوكية الشبكية على حركات وضع الجسم ضد الجاذبية بواسطة إثارة العضلات المضادة للجاذبية (Ganong1991)، مما يسهل إسناد الجسم ضد الجاذبية بواسطة إثارة العضلات المضادة للجاذبية وتربط المسالك الشوكية السطحية للدماغ المتوسط مع الحبل الشوكي للمنطقة العنقية والصدرية وهي مهمة أيضا لتنظيم وتوجيه حركات الرأس والرقبة.

أما الجهاز أو النظام الوحشي فينزل داخل الأعمدة الظهرية الوحشية للحبل الشوكي ويجهز مباشرة أو بشكل غير مباشر بالخلايا العصبية الحركية إلى العضلات البعيدة في الأطراف بمعنى يجهز للأفعال العضلية المنفصلة( غير المترابطة) أكثر مما يجهز للمجاميع العضلية التي تعنى بحركات الأطراف المهارية والرشيقة والمفردة (Kidd وآخرون 1992)، وتشكل منطقة العقد الأساسية جزءا من التركيبة الداخلية لنصف كرة الدماغ وهي تشتمل على تراكيب متنوعة مثل النواة المذيلة، والنواة عدسية الشكل والتي يبدو أنها تقوم بمهامها كعقد أو عرى جانبية للتغذية الراجعة للمعلومات بين القشرة الدماغية والمهاد من أعلى وبين ساق الدماغ ومنطقة الحبل الشوكي من الأسفل، ويعمل التحكم بالتغذية الراجعة على أشراك هذه المنطقة في التطبع لجميع أنواع الحركة (Gordon1990)، ويعتقد ان العقد الأساسية تلعب دورا جوهريا في البدء بمعظم نشاطات الجسم المرتبطة بالقشور الحسية، فالمعلومات عندئذ ستعاد إلى القشرة الحركية لغرض تكرار النشاط، ان عروة التغذية الراجعة السلبية هذه تعمل على تثبيط الحركات الغير مرغوب فيها مما يسمح بتحكم أو تنظيم جيدين للحركات المقصودة الإجمالية والتي تنفذ عادة دون الوعي، وعند العمل بالمصاحبة أو بالاشتراك مع منطقة ساق الدماغ فأن الكرة الشاحبة ستعمل كمحطة ترحيل حركية، وهي تساعد في التحكم بالحركات المحورية وحركات الحزام الطرفية، ولهذا فهي تمهد للحركات الموقفية الأساسية واستقرار الجسم والأجزاء المحور الجسدية للأطراف مما يسمح عندئذ بأداء الوظائف الحركية الأكثر انفصالية.

الصفحات