أنت هنا

قراءة كتاب تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)

تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)

كتاب " تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1) " ، تأليف محمد السيد ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قال رسول الله :
العصبية: «أن تعين قومك على الظلم».
وقال : «الدين النصيحة».

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7

التحدي في الرقابة

قال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون: 60].

روت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: يا رسول الله (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: لا يا بنت الصديق ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل) رواه الترمذي والإمام أحمد وابن أبي حاتم.

إن مراقبة النفس والسلوك والخوف عليهما والتخوف منهما، إحساس دائم يلازم المؤمن وأصحاب الحركات الإسلامية، به يعدلون أوضاعهم، ويصوغون حركتهم، ويسوون سلوكهم ومواقفهم، بحيث تكون جميعها محكومة بشرع الله، وعلى سنة رسول الله : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) [الأعراف: 201].

وليس كمواصلة الذكر، وحضور القلب الحساس، ووجود الذوق الرفيع، مساعدات ومؤهلات للمؤمنين، كي يكونوا في جميع أوقاتهم على قدم رسول الله يتحسسون من أنفسهم وسلوكهم كل لفتة وكل خطوة، بل كل خاطرة وفكرة، وكل موقف وعبرة، يجودون براحتهم ويبذلون عزائمهم، ويقدمون غاليهم والثمين، من أجل أن تستقيم لهم النفوس، ويتعدل السلوك، ويمتلك الخوف المصحوب بالرجاء كل سكنة وحركة من حياتهم، وحتى تتحول هذه الحياة عندهم إلى مطية صالحة للعبور إلى الفوز بالنعيم المقيم (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)القمر: 55].

إنهم يؤدون كل تلك الرقابة والحضور، ويبذلون كل ذلك الوسع لبلوغ الاستقامة والاعتدال (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) خوف دائم حاضر، بعيداً عن العجب والكبر المحبطين للأعمال، المنحرفين بالنيات، القاتلين للإخلاص، الصانعين للطاغوت والطغيان، في ظل غياب الاتعاظ بقوله تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص: 83].

الصفحات