أنت هنا

قراءة كتاب دور النخبة القانونية في تأسيس الدولة العراقية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دور النخبة القانونية في تأسيس الدولة العراقية

دور النخبة القانونية في تأسيس الدولة العراقية

كتاب " دور النخبة القانونية في تأسيس الدولة العراقية  " ، تأليف عبد الحسين الرفيعي ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2

المقدمة

يسعدني أن أقدم للقارئ الكريم كتاب (النخبة القانونية ودورها الفكري والسياسي في العراق 1908-1932) تأليف عبد الحسين إبراهيم الرفيعي، وكان هذا الكتاب وقبل نشره رسالة علمية قدمها المؤلف إلى مجلس كلية التربية ابن رشد جامعة بغداد وكجزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في التاريخ الحديث.

إن كتاب النخبة القانونية ودورها الفكري والسياسي في العراق (1908-1932) دراسة عميقة وجادة لنشأة وتطور مدرسة الحقوق في بغداد في العهد العثماني ثم كلية الحقوق بعد الحرب العالمية الأولى ودورها في المجتمع العراقي كمؤسسة علمية وكذا دور طلابها وخريجيها في الحياة القانونية والسياسية والثقافية في المجتمع العراقي وخلال أهم حقبة في تاريخه الحديث والمعاصر وهي نهاية مرحلة الحكم العثماني وبدء مرحلة الاحتلال البريطاني للعراق بعد الحرب العالمية الأولى وما رافقها أو تلاها من كفاح وطني عراقي سياسي وعسكري من أجل الاستقلال الوطني.

لقد تناول الكاتب مادة كتابه بتسلسل تاريخي وموضوعي بدأ بنبذة عن التاريخ السياسي والاجتماعي للعراق في عهد الحكم العثماني والعهود السابقة له وحتى تأسيس مدرسة الحقوق، ثم درس مبررات وظروف تأسيس مدرسة الحقوق ونظمها، وفي الفصل الثاني تناول النشاط الفكري والسياسي لطلاب وخريجي مدرسة الحقوق أو يطلق عليهم النخبة القانونية وذلك خلال الفترة من عام (1908 وحتى عام 1920) أي في مرحلة الاتحاديين وسنوات الحرب العالمية الأولى وبدء مرحلة الاحتلال البريطاني للعراق وثورة العشرين.

ثم يدرس الكاتب في الفصل الثالث دور ومواقع النخبة القانونية العراقية في أحداث العراق خلال ترشيح الأمير فيصل بن الحسين ملكاً على العراق وتأسيس الدولة العراقية الجديدة خلال الأعوام (1920-1925).

ثم يختتم الكاتب دراسته بالفصل الرابع الذي يتناول دور النخبة القانونية في الحياة الفكرية والسياسية العراقية في المرحلة الأخيرة لعهد الانتداب البريطاني أي من عام (1925 وحتى عام 1932) يدرس أيضاً في هذا الفصل تطور مدرسة الحقوق وتحويلها إلى كلية الحقوق وبرامجها العلمية وأنظمتها الإدارية والعلاقة المتبادلة بين الكلية والنخبة القانونية وبين الطرفين والمجتمع العراقي.

لقد قيم الكاتب دور مدرسة الحقوق ولاحقاً كلية الحقوق والنخبة القانونية التي درست فيها أو تخرجت منها بشكل موضوعي فهو أبرز الجانب الإيجابي للنخبة القانونية في الحياة السياسية والفكرية في العراق في مرحلة التحول أو الولوج إلى مرحلة تاريخ العراق المعاصر وإلى جانب هذا أوضح أيضاً الجانب السلبي لجزء من هذه النخبة والمتمثل في تغليب المصالح الشخصية والوصول إلى كراسي الحكم والاستماتة للبقاء فيه وعلى حساب المصالح الوطنية العليا لوي رقبة القانون نفسه أحياناً لتبرير المصالح الشخصية السياسية.

إن هذا الكتاب ليس دراسة تاريخ مدرسة وشريحة من المجتمع بل إنه ومن خلال دراسة تاريخ المدرسة وتاريخ شريحة النخبة القانونية يدرس الكثير من جوانب المجتمع العراقي خلال الفترة من (1908 وحتى 1932) ومنها:

تاريخ نشوء التعليم العالي في العراق.

تاريخ الصحافة العراقية في نهاية الحكم العثماني وسنوات الحرب العالمية الأولى ومرحلة الانتداب البريطاني.

تاريخ الحركة الطلابية العراقية في زمن البحث.

تاريخ الحركة الوطنية العراقية أثناء الحرب العالمية الأولى وخلال مرحلة الاحتلال البريطاني.

معلومات حول نشوء الدولة العراقية الجديدة بعد الحرب العالمية الأولى والعلاقات العراقية مع الدولة العثمانية في عهد الاتحاديين ومع بريطانيا خلال سنوات الحرب العالمية الأولى وحتى انتهاء مرحلة الانتداب عام (1932).

إن الكتاب مادة علمية تاريخية موثقة ومعتمدة على مصادر أساسية بعضها لم يستخدم من قبل ومصادر أخرى ثانوية ولمرحلة هامة في تاريخ العراق الحديث والمعاصر، ولذا فهو جدير بالقراءة المتعمقة والفاحصة فما أشبه البارحة باليوم مع كثير من الفوارق ولكنه يعطي الأمل بأن النخب القانونية وغير القانونية التي قادت حركة التنوير والتحرير بالأمس سوف تقود حركة تحرير العراق من الاحتلال الأمريي البريطاني وترسي دولة وطنية عراقية جديدة وذات سيادة حقيقية على الأرض والثروة وفي إطار عراق حر وديمقراطي وموحد قائدة لوطنها ومتفاعلة مع قضايا الأمة العربية والإسلامية.

في بداية القرن العشرين قادت الجزء الأكبر من حركة التنوير والتحرير مدرسة أو كلية واحدة هي مدرسة الحقوق ثم كلية الحقوق لاحقاً، أما اليوم فالعراق يزخر بالكثير من الكليات بل الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية المتميزة والتي ستكون بنخبها المثقفة كهيئة تدريس أو كخريجين طليعة القادة لحركة التحرير والتحديث لعراق اليوم عراق القرن الواحد والعشرين وعراق ما بعد مرحلة مارس (2003) مرحلة الاحتلال الأمريكي البريطاني لأسباب مزيفة عرتها سريعاً الحقائق المكتشفة في الواقع وأحداث الكفاح الوطني ضد الاحتلال والمتسارعة في النمو شكلاً ومضموناً.

إن ما حدث في العراق نكبة قومية بكل ما يعنيه هذا المصطلح وخروج العراق من هذه النكبة أكثر توحداً وتماسكاً على مستوى الأرض والسكان وبكل طوائفهم العرقية والدينية سيكون بمثابة بداية فعليه لتجاوز الأمة العربية لنكبتها الجديدة وربما الأخطر في تاريخها الطويل ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي لا تستهدف العراق فقط بل كل الأمة العربية والإسلامية بهويتها القومية والدينية وثروتها الاقتصادية فنحن متفائلون بأن ما حدث هو امتحان صعب للأمة ولكنها ستخرج من هذا الامتحان أكثر قوة وتماسكاً وأكثر تأثيراً ومساهمة في الحضارة الإنسانية الخيرة.

ختاماً أوجه شكري الجزيل للأستاذ عبد الحسين إبراهيم الرفيعي الذي منحني شرف تقديم كتابه ومن خلال هذا مكنني من قراءة الكتاب والتزود بمعارف تاريخية جديدة عن العراق الشقيق، كما أقدم له كل التقدير والاحترام للجهود العلمية المضنية التي بذلها في تأليف هذا الكتاب وأترك القارئ مع مادة تاريخية فكرية دسمة ومفيدة وجديدة.

البروفسور الدكتور

صالح علي باصرة

رئيس جامعة صنعاء – اليمن

الصفحات