أنت هنا

قراءة كتاب الحب والحرب والموت والثقافة والحضارة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحب والحرب والموت والثقافة والحضارة

الحب والحرب والموت والثقافة والحضارة

كتاب " الحب والحرب والموت والثقافة والحضارة " ، تأليف سيجموند فرويد  وترجمة عبد المنعم الحفنى ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 1

مقدّمة

هذا كتاب من أعمال فرويد المتأخرة يطرح فيه آراءه في الحب والحرب والموت والثقافة والحضارة، فهو من كتب الفلسفة أقرب، وهو تطبيق للتحليل النفسي في مجالات غير مجال الأفراد، يحاول به فرويد أن يسبر أغوار الحب وأضابيره والحرب وشرورها، ويحلّلهما، ويتعرف إلى ظاهرة الموت ويعلم من أمور الحضارة، ويرّد ذلك جميعه إلى أصول فطرية في الإنسان، وناموس في الطبيعة، ومبادىء في الوجود لا يحيد عنها ولا تحيد، فإن استطاع الإنسان تحويرها أو تهذيبها فإنما ذلك ضمن إطارها كقوانين، وإن نجح في تعديلها وتهذيبها فليس ذلك إلا لأنه خاصة من خواصها.

ويحاول فرويد أن يطرح أسئلة من صميم الفلسفة: ما الغاية من الحياة؟ ولماذا نعيش؟ وما هى السعادة؟ وكيف نحصل عليها؟ وما هو الاجتماع؟ وكيف كان؟ وإلى أين يسير؟ وكلها تطبيقات في التحليل النفسي تسير على نفس المنهج وتجيب على كل ما يثيره من أسئلة إجابات قاطعة حاسمة.

ويندرج هذا الكتاب ضمن مجموعة كتب فرويد الفلسفية: «الطوطم والمحرَّم» و «مستقبل وَهم» و «ما فوق مبدأ اللذة» و «موسى والتوحيد»، وهو بهذه الصفة على قدر كبير من الأهمية، لأن فرويد به وبغيره يستكمل رؤياه بحيث تستحيل إلى أيديولوجية متكاملة تتجاوز التقنيات السيكولوجية إلى آفاق أرحب تصنع منها في زعمه نظرة عالمية Weltanschuung وطريقة في التعايش مع الوجود والناس، بشكل أفضل يحقّق السعادة للإنسان.

ولسوف نرى الإيدلوﭽية الفرويدية تعالج أطروحات عالجتها الإيدلوﭽية الماركسية، والفرويدية - كما نعرف، جاءت بعد الماركسية، ومن غير المعقول أن لا يحيط فرويد بالماركسية بوصفها إيديولوجية العالم في زمنه، لكن فرويد يزعم أنه لم يطلّع عليها الاطلاع الكافي، لكن ما يطرحه من أسئلة، وما يبديه من إجابات، يجعل من الفرويدية صنو الماركسية وتشبهها في الكثير، أو تكاملها، حتى أن بعض المفكرين قد أثارتهم ظاهرة التشابه أو التكامل، فحاولوا التوفيق بينهما وخرجوا على العالم بفلسفات توفيقية، ونُحصى من هؤلاء فلهلم رايخ، وإيريك فروم، وهيربرت ماركوزه.

ويلفت نظري في تاريخ الإيديولوجيتين مسائل تلحان في طرحها، فالفلسفتان من الفلسفات المادية، ومن إبداع العقلية اليهودية، والتشابه بينهما حقيقي، ويتعدّى التشابه في الأفكار إلى تشابه في المصطلحات، وكلاهما اتجه اتجاهاً «دوجماطيقياً» جزمياً، و«شمولياً» نرجسياً، و«استلابياً» عدوانياً، بمعنى أنهما لا تطيقان أن يخرج أتباعهما على نصوصهما، وحدث أن اتّهم ماركس ولينين وستالين وتروتسكي الكثيرين بالمروق عن خطه الفلسفي، فحكم عليهم بالفصل من الدولية العمالية، وهى تجمع الاشراكيين أو الشيوعيين في العالم؛ وحدث نفس الشيء مع فرويد، فاتّهم عدداً من حوارييه بالخروج عليه، وكاد اتّهامه يرقى إلى مستوى التكفير، وأخرج الكثيرين منهم من دولية التحليل النفسي، وهى تجمع المحللين النفسيين في العالم.

الصفحات