كتاب " رسالة الى الجنرال فرانكو " ، تأليف فرنارندو أرابال ، ترجمة عمار الأتاسي ، والذي صدر عن دار دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب رسالة الى الجنرال فرانكو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
رسالة الى الجنرال فرانكو
دعني أروي لك سيرة أحدهم: هو رجلٌ لم يعرف إسبانيا إلّا في ظلّ حكمك و(هناك الآلاف منهم)، خذ على سبيل المثال أصدقائي الأربعة الذين أسست معهم " أكاديميا".
هي أكاديميةٌ أعطتنا ونحن في العشرين من عمرنا في مدريد الخمسينيات إحساساً مبجّلاً بالحياة.
مع هؤلاء الأصدقاء كنت أذهب إلى ضريح "بيلاثكيث" نصف المهجور ونضع عليه أوراق الغار.
معهم كنت ألتقي لقراءة قصائد لوركا وميغيل إرنانديز، ومعهم خضت نقاشاتٍ حتى الفجر عن كيف يمكن للبلد أن تصل للعدل والمساواة والأربعة هم:
"خوسيه لويس" الذي خرج من الحرب الأهلية يتيماً، سقط والداه ضحايا لجيش معاليك.
والد وجدّ "إدواردو" حُكِما بالسجن المؤبّد ثمّ أُعدِما رمياً ببنادق رجالك.
وأُسِر والد "لويس" الذي كان ضابطاً في جيش الجمهوريين بعد سقوط مدريد وعلى الرّغم من كل الوعود، التي أُعطيت لزعيم الجمهوريين، حُكم بالسجن المؤبّد وقُتل.
والد "خوسيه" ووالديّ زوجته بعد أن ذاقوا المرّ في السّجون والأعمال الشّاقة، استطاعوا النجاة.
وأما في عائلتي فنظامك ومن خلفه كانوا مسؤولين عن إدانة والدي واختفائه لاحقاً في ظروفٍ غامضة، وتنفيذ الإعدام بحقّ أخيه في " مايورقا"([7]).
عوائل جيراني ورفاقي، وكل العوائل التي أعرفها عانت بالطريقة عينها.
بماذا تفكّر عندما يضجّ العالم اليوم بفضائح القوانين التنفيذية ذات الدوافع السياسية في أحد البلدان المتخلّفة؟..
في وقت السّلم وبعد مضيّ أسابيع وشهور وسنين على ذريعة الحرب الأهلية، إن جهازك القمعيّ وبإشارةٍ منك يستمر بإدانة وقتل آلاف الإسبان.
وكأن الجدران بحاجة إلى جرعات أكبر من الدماء، بما في ذلك هؤلاء الذين لجؤوا إلى الخارج وسلّمهم النّازيون.
حدادٌ عميقٌ من ضباعٍ تجهش قيحاً يسقط على رجال إسبانيا. ألم تكن من صرّح في تلك الأعوام: ( إذا تطلّب الأمر سنقتل نصف البلد)؟..