أنت هنا

قراءة كتاب أسرار لورنس العرب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسرار لورنس العرب

أسرار لورنس العرب

لقد اقترن اسم لورنس عند كل عربي في هذه البلاد بالشجاعة، وقوة الشخصية، والكفاءة في نسف خطوط ومركبات السكك الحديدية. ولست متأكداً إذا كان السبب في هذا هو حنكته، أو الغموض الذي أحاط به نفسه، أو انتفاع بعض أبناء القبائل من عملياته.

تقييمك:
3.5
Average: 3.5 (4 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
المقدمة
 
وُلد توماس إدوارد لورنس Thomas Edward Lawrence في 16 آب/أغسطس عام 1888، الابن الثاني لإدوارد روبرت لورنس Edward Robert وسارة مايدن جينر Sara Maiden Jenner. وكان أخوه الأكبر، بوب Bob قد وُلد قبله بثلاثة أعوام. ثم لحقهما ويل Will في 1889، وفرانك Frank في 1900، وآرنولد في 1903.
 
وكانت الأم، سارة من أصل اسكتلندي اسكندينافي، كالْفنية المذهب، متزمتة الشخصية. فلم تكن تعرف المرح أو الابتسام. ولم تكن تشرب الشاي أو الكحول، رغم أن زوجها كان يُكثر منهما. وكانت تأخذ أولادها بالشدة، وتعاقبهم عند الضرورة أقسى عقاب. وقد غطت شخصيتها على شخصية زوجها وسيطرت بقسوتها وتزمّتها على أولادها سيطرة كاملة.
 
ويقال إنه كان بأسرة الأم، سارة، جنون وراثي. وأن الأولاد الخمسة قد نبهوا، أو تنبهوا، إلى هذا في صباهم، فتعاهدوا على ألا يتزوجوا بعد ذلك! وجدير بالذكر أنهم قد وفوا بوعدهم. وأن الأخ الأكبر، بوب، عمل بعد ذلك مبشِّراً في الصين حتى عام 1935، ثم تفرغ لرعاية والدته التي عمّرت حتى توفيت في عام 1959 عن 98 عاماً. وقد قُتل ويل وفرانك في فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى. وأصبح آرنولد أستاذاً لعلوم الآثار بجامعة كامبردج وحارساً على تركة أخيه توماس الذي نترجم له بعد وفاته.
 
ويقال أيضاً إن الأم قد صارحت أبنائها الخمسة ذات يوم من أيام عام 1899 (وكان توما قد بلغ وقتها العاشرة من عمره) بخبر كان له أسوأ وقع في نفوسهم. وقد أثر على حياتهم المستقبلية، وبالذات على حياة توماس، أعظم تأثير.
 
فإن الأب، إدوارد، كان باروناً، وسليل أسرة نبيلة أقطعها كرومويل قبل قرون أراضي واسعة في إيرلندا. وكان إدوارد قد وُلد في عام 1846، وتزوج في عام 1873 من سيدة إيرلندية كريمة، أنجبت له بين الأعوام 1874 و1881 أربع بنات. وقد عملت سارة جينر مربية لهؤلاء البنات. ثم وقع الزوج، السير إدوارد روبرت تشابمان (وكان هذا هو اسمه الحقيقي) في هواها. وأنجب منها ابنيه الأولين: بوب وتوماس. وأراد إدوارد أن يطلق زوجته وأن يتزوج مربية أطفاله وأم ابنيه. ولكن زوجته رفضت كلياً فكرة الطلاق، وهددت بإثارة الفضائح. فترك الزوج منزله في 1899 مع خليلته وطفليهما وهاموا في أماكن كثيرة. وغيرت الأسرة اسمها من تشابمان إلى لورنس. وعاشت في بعض أنحاء إنجلترا حتى عام 1891، ثم استقرت حيناً في اسكتلندا وجزيرة مان، وعاشت في فرنسا شهوراً. وكان بوب وتوماس قد كبرا، ثم وُلد ويل وفرانك وآرنولد، واحتاج الأبناء الخمسة إلى مدرسة. فدخلوا مدرسة للآباء اليسوعيين في فرنسا. ثم انتقلت الأسرة إلى أكسفورد بإنجلترا، وأدخلت أبنائها مدرستها.
 
وأما الزوجة، الليدي تشابمان فقد استمرت تعيش في قصر زوجها في ساوث بديلفن بمقاطعة ليستر شير، وتحيط بأخبار زوجها. حتى عرفت أنه قد توفي في وباء إنفلونزا عام 1919. فأبلغت وزارة الداخلية البريطانية رسمياً أن زوجها قد توفي من دون وريث ذكر، فأنهت الوزارة بارونية الأسرة، ولم ينتقل اللقب إلى بناته من زوجته الأولى أو أولاده من خليلته. وقد توفيت الليدي تشابمان بعد ذلك بخمسة أعوام، أي في عام 1924.

الصفحات