أنت هنا

قراءة كتاب قوس الأزمات الإقليمية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قوس الأزمات الإقليمية

قوس الأزمات الإقليمية

كتاب " قوس الأزمات الإقليمية " ، تأليف جميل مطر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

مقــدمـة

هذا كتاب في ما اكتشفه جميل مطر. مقالاته السياسية ليست تعليقاً على حدث، بل سؤال عنه ، ولا هي وصف لمشهد، بل بحث عما وراءه وما بعده، ولا هي تنبؤ بتورط في اليقين الهش، بل هي تقص وإثارة للشكوك، ولا هي خطاب في نصح القارئ، بل حياد يترك للقارئ أن يفهم ما يريده، لا أن يفهم على هواه.

قراءات رصينة لأحداث ووقائع ومواقع. يبدو، وهو الخبير العارف والمتابع منذ زمن بعيد، أنه مستعد دائماً لأن يتعلم. ولأنه كذلك، يطل على الحدث من أطرافه وصولاً إلى قلبه. الحدث عنده ليس مستقلاً أو منفصلاً عن قوى داخلية وإقليمية ودولية. خصوصية الحدث لا تلغي امتداداته وتأثيراته وأسبابه المتشابكة... والحدث كذلك ليس منجزاً سهل الفهم، فهو يتابعه، يسأل عنه، يقلبه على مناحيه، ثم يلبسه لغة سهلة لا تعقيد فيها ولا توسلات أدبية بهدف التأثير، مؤثراً أن يخاطب العقل من دون اللجوء إلى مثيرات مجانية.

هذه المقالات تطل على العالم من خلال ثلاث منصات، كانت ذات تأثير وصخب وتداعيات: الأولى، السياسة الأميركية وفراغ القوة، وما ينتج عن ذلك من تعديل للسياسات الدولية، لا يبالغ ولا يفرط. حذر في الاستنتاج وأكيدٌ من العرض الذي يقدمه، من خلال معلومات حظي بها بحكم زياراته ومتابعاته وعلاقاته... الثانية، مصر في عام تجمع الأزمات وتعدد الخيارات وانقلاب القوى. يرصد ويحدد ويتوقع ولكنه لا يتردد في إعلان الصعوبة التي تواجه الجميع. في هذه الصعوبة، تندر الرؤية ويصعب الوضوح. الثالثة منصة العواصف والتغيرات، من دون القبض المسبق على ملامح الأزمنة الآتية.

أبدع ما في أسلوبه، أنه عندما يكتب تشعر وأنت تقرؤه أنه يحدثك بتواضع العارف. لا تأكيد في لغته، إلا في ما ندر من يقين. لا تشك أبداً في أنه لا يعرف، فجل ما يرمي إليه أن يصل إليك بما يعرفه. وما تبقى من ذلك، فهو من شأنك. وفي الظن، إنها بلاغة أخلاقية وإخلاص لمهنة تقديم المعارف والمعلومات والتجارب والخبرات، بلا إقحام ذاته كأستاذ، وهو أستاذ بالفعل.

أفضل ما يقدمه هذا الكتاب من المقالات، هو أن يكون شاهداً على عام صاخب، بهدوء تام. فمن أين له هذه المتانة وهذه الرصانة؟

كتاب جميل مطر الذي تجمع مقالاته جريدة «السفير» هو تحية للقارئ العربي، وهو كذلك توقيع كاتب ساهر على ألا يمر حدث، من دون أن يلقي عليه ضوءه... إنه شاهد على عام الأعاصير، ما يؤهله أن يكون جزءًا من الذاكرة العامة.

الصفحات