أنت هنا

قراءة كتاب العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد

العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد

كتاب " العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد" ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 8

لقد كان ظهور اردشير على المسرح السياسي في اقليم اصطخر الفارسي في مدينة دارابجرد التي خلف تيري في حكمها، الا ان سكانها كانوا قد ثاروا عليه فاخمد ثورتهم، واصبحوا قوة بيده تغلب بهم على بعض ملوك الطوائف([53]).

وقد كان اول نشاط مسلح لاردشير بعد تغلبه على دارابجرد، هو قهره لملوك جوبانان، وكونس، ولرويز ووضع عدداً من اعوانه على هذه الممالك الصغيرة ([54])، ثم استمر تساقط الممالك والمدن بيد اردشير فاخضع كرمان، وايرستان، واسس مدينة جوروبيت نار فيها ([55]).

وما ان توجه اردشير الى اقليم فارس قادما من ميسان حتى كتب الى اردوان باختيار موضع يقتتلان فيه، فكتب اليه اردوان: (اني اوافيك في صحراء تدعى هرمزجان[*]([56]) لانسلاخ مهرماه [*]([57]).

سار اردشير الى هزمزدجان فوصلها قبل اردوان فسيطر على المناطق السوقية فيها كمصادر المياه، وهي خطوة جيدة وذكية، ربما ساعدت اردشير في تحقيق نصره.

اما اردوان فقد وصل الى هرمزدجان وكانت الخلافات بينه وبين ملك الارمانيين قد تفاقمت لكن ظهور اردشير ادى الى اتفاقهما لمجابهة العدو المشترك، الا ان اردشير نجح في كسب بابا، ملك الارمانين، واوقفه على الحياد فتفرغ بذلك كليا لمحاربة اردوان([58]) .

ان تحرك اردشير هذا باتجاه (بابا) يعد ضربة سياسية وعسكرية موفقة باتجاه اقتطاف ثمار النصر من اردوان. فعندما بدأت المعركة الحاسمة بين اردوان واردشير، والتي عرفت بمعركة هرمزدجان، نجح اردشير في قتل اردوان (ملك الملوك) سنة 224م([59])، وبذلك انتهت الدولة البارثية او ما سميت (بملوك الطوائف) وقامت دولة جديدة في الشرق هي الدولة الساسانية.

ويرجح كريستنسن و.ج.هـ. ايليف([60]) وقوع هذه المعركة سنة 224م([61]) في حين يرى سايكس([62]) بانها كانت سنة 226 م.

وربما يكون هذا التباين في تاريخ تلك المعركة ومقداره (سنتان) بين كريستنسن وايليف من ناحية وسايكس من ناحية اخرى يكمن في تاريخ تتويج اردشير فاذا اعتبرنا تتويج اردشير ثم بعد سنتين من وقوع المعركة وهو ما يفهم من رواية كريستنسن فان تاريخ المعركة يكون فعلا سنة 224 م واذا اعتبرنا تتويج اردشير قد تم مباشرة بعد وقوع المعركة فيكون تاريخ وقوعها سنة 226م، وهو راي سايكس ولكن من المرجح ان اردشير قد توج بعد المعركة مباشرة، لان مقتل اردوان انهى حياة الدولة البارثية، ولابد من تولي ملك جديد، يذكر الثعالبي ان تتويج اردشير تم بعد المعركة مباشرة بقوله: (لما فرغ من امر اردوان (يقصد اردشير) اقتعد سرير الذهب واعتصب بالتاج واذن للخاص والعام فحيوه بالشاهنشاهية...)([63])، كما ان الطبري يشير ايضا الى ذلك بقوله (وفي ذلك اليوم (يوم مقتل اردوان) سمي اردشير (شاهنشاه) ([64])، والمسعودي يؤيد الطبري في ان اردشير تتوج بعد قتله لاردوان: (وفي هذا اليوم سمي (اردشير) شاهنشاه، وهو ملك الملوك ([65])، وبهذا يكون تاريخ قيام الدولة الساسانية هو سنة 224م واستمرت حولي أربعة قرون حتى سقطت على يد العرب المسلمين نهائيا في عهد الخليفة عثمان بن عفان (t) سنة 652م ([66]) .

وبعد معركة هرمزدجان وانتصار اردشير فيها سار الى همدان فافتتحها والى الجبل واذربيجان وارمينية والموصل، ثم افتح السواد وبنى بها مدينة في شرقي المدائن وسماها (ويه اردشير) ثم انتقل الى اصطخر وعاد الى فارس ونزل جور فجاءته رسل ملوك كوشان وطوران ومكران بالطاعة ([67]) .

ولم يكتف اردشير بما حققه في اقليم فارس وبلاد العراق وارمينيا من انتصارات فاخذ يشخص ببصره نحو الساحل الغربي من الخليج العربي فغزا البحرين، فحاول ملكها الدفاع عنها، فلما عجز عن المقاومة اثر الانتحار فالقى بنفسه من سور المدينة([68])، وبهذا فان اردشير ارسى قواعد الدولة التي شادها، فاصبحت موطدة الدعائم والاركان.

الصفحات