كتاب " المراهقة والعناية بالمراهقين " ، تأليف محمد محمود عبد الله ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب المراهقة والعناية بالمراهقين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
جـ. النمو النفسي:
يمر المراهق بفترة حرجة من التغيرات النفسية، وهو أملا طبيعي لما ينشأ عنه من طاقات واستعدادات وقدرات تتفاعل فيما بينها لتشكيل شخصية المراهق.
ومن هذه التغيرات حدة الانفعال، حيث يغضب ويثور لأسباب تافهة، كما يمتاز الانفعال بالتقلب وسرعة التغير، فهو يريد أن يثبت للغير أنه أصبح رجلا كبيرا له رأيه وشخصيته ولم يعد طفلا، كما أنه يتصف بالحساسية الشديدة المرهفة والتي تتأثر لأتفه المثيرات.
وقد يصاب بعض المراهقين ببعض السلوكيات الخاطئة مثل التمرد والعصيان والانسحاب من الحياة الاجتماعية، وعدم حبهم لمخالطة الناس، وخوفهم من الاجتماع بالآخرين، ولا شك أن كثرة وتنمو انفعالات المراهق أمر طبيعي نتيجة التطور الجسماني الذي يمر به المراهق، ويعتبر انفعال حب الذات من أقوى انفعالات هذه المرحلة؛ لذا يعني المراهق بذاته الجسمية ويصرف كل جهده للتحلي بالصفات التي تجذب انتباهه الاخرين إليه، وقد يعجب المراهق بقدراته العقلية وينسب أسرته، وأن النعم التي يرفل فيها إنما هي هبة من الله سبحانه وتعالى، وإن الشكر يزيد النعم، وإن العجب والخيلاء والاستعلاء على الآخرين مفسد لها.
د. النمو الاجتماعي:
يتأثر النمو الاجتماعي للمراهق بالبيئة الاجتماعية الأسرية التي يعيش فيها، كما يوجد في البئية الاجتماعية من ثقافة وتقاليد وعادات وعرف واتجاهات ويمول يؤثر في المراهق، ويوجه سلوكه، ويجعل عملية تكيفه مع نفسه ومع المحيطين به عملية سهلة أو صعبة.
ومن التغيرات النفسية في فترة المراهقة رغبة المراهق في الاستقلال عن الأسرة، ميله نحو الاعتماد على النفس، كما أنه يزيد ميله إلى الانتماء إلى رفقة أو صحبة أو مجموعة تشاركه مشاعره، وتعيش مرحلته ليبث إليها آماله وآلامه.
والإسلام يوجب على الآباء والأمهات أن يبذلوا جهودهم المتواصلة لتهذيب مشاعر المراهقين، وتقيم طباعهم، وتعودهم على ممارسة العادات والآداب الاجتماعية، ليكون ذلك عونا لهم على التكيف السوي مع أفراد المجتمع، - فالأبناء والبنات أمانة استرعانا الله عليها، ونحن مسئولون عن تربيتهم وتعوديهم على كريم الخصال، وبذلك يقطعون السبل، أمام التوجيه المنحرف، قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) (التحريم:6).