أنت هنا

قراءة كتاب أساليب تدريس قواعد اللغة العربية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أساليب تدريس قواعد اللغة العربية

أساليب تدريس قواعد اللغة العربية

كتاب " أساليب تدريس قواعد اللغة العربية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 9

خصائص اللغة العربية

الهدف من معالجة هذا الموضوع هو إبانة خصائص اللغة العربية وتوضيحها مع الإشارة إلى موقف التربية اللغوية من كل خصيصة من تلك الخصائص.

تميّز العربية صوتيا:

تعد اللغة العربية أوفى اللغات جميعها عند قياس اللسان العربي بمقاييس علم اللغات، فالعربية تستخدم جهاز النطق الإنساني استخداما تاما وكاملاً، فالعقاد يقول ”أن اللغة العربية تستخدم هذا الجهاز الإنساني على أتمه وأحسنه، ولا تهمل وظيفة واحدة من وظائفه كما يحدث في أكثر الأبجديات اللغوية...فلا التباس في حرف من حروفها بين مخرجين ولا في مخرج من مخارجها بين حرفين“.

وذكر علي عبد الواحد وافي في كتابه فقه اللغة: (أن العربية أكثر أخواتها احتفاظاً بالأصوات، فقد اشتملت على جميع الأصوات التي اشتملت عليها أخواتها، وتميزت منها بأصوات كثيرة لا وجود لها في واحدة منها: الثاء والذال والغين والضاد... وأضاف مقسما الأصوات العربية نحو خمسة عشر مخرجا، وهي المخارج الجوفية والحلقية وعددها أربعة مخارج، والمخارج اللسانية، وهي تسعة مخارج، والمخارج الشفوية وعددها مخرجان... والوسيلة السريعة والبسيطة لمعرفة مخرج أي صوت هي أن تأتي بهمزة قبله، ثم تنطق به ساكناً أو مشددا، فحيث ينقطع الصوت يكون مخرج الحروف).

ومن منطلق كون اللغة العربية بدأت مثل أية لغة، أو من كونها ذات ثروة عظيمة بأصواتها، كان طبيعيا أن يكون المدخل الصوتي هو المدخل الرئيس لتعليمها. ومن منطلق هذه الثروة الصوتية، ووفرة مخارج الحروف أدرك المربون المخارج الدقيقة للحروف في اللغة العربية، كما أنهم أدركوا الخطأ والخلط الذي يشيع عند نطق الحروف المتقاربة المخارج ”وإذا كان الخلط أو الخطأ مما يقع في حياة الكبار فهو في حياة الصغار أشد شيوعاً مع تفاوت بينهم بعامل السن، ودرجة النمو، والوسط الاجتماعي، والفروق الفردية، فضلاً عما قد يكون من خلل عضوي في أعضاء النطق. وكثيراً ما يقع الخلط بين التاء والثاء، كأن يقال في (ثلاثة) تلاته وبين الثاء والسين، كأن ننطق (وثب) (وسب) وغيرها من الحروف الأخرى“. وعلاجا لذلك ينبغي تقليد التلاميذ لمعلمهم تقليداً صحيحاً، فالمعلم يجب أن يكون نموذجا لتلاميذه عند أدائه للكلمات والحروف. ولا بد من الاستعانة بالتسجيلات الصوتية، ومختبرات الصوت. وكذلك إقامة التدريبات الصوتية للتلاميذ التي تجعل أعضاء النطق مهيأة لتأدية الأصوات الدقيقة، وإخراج الحروف من مخارجها. وهناك عدة وسائل لهذه التدريبات كسماع الأصوات من مصادر متعددة ومتنوعة، سواء أكانت أصوات حيوان أم طيور ومحاولة التلاميذ محاكاتها والتمييز بينها، وينشط هذا الجانب عن طريق التمثيليات. كما يمكن أن تأتي بأبيات متعددة من تراثنا الأدبي لكي نستطيع أن نعزز هذا الجانب لدى التلاميذ كقول المتنبي:

خميس يشرق الأرض والغرب زحفه

وفي أذن الجوزء منه زمازم

لما في هذا البيت من صحة، وما يثير من رهبة مفزعة لإدراك الجرس الصوتي.

الصفحات