أنت هنا

قراءة كتاب الاستشراق ومناهجه في الدراسات الإسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الاستشراق ومناهجه في الدراسات الإسلامية

الاستشراق ومناهجه في الدراسات الإسلامية

كتاب " الاستشراق ومناهجه في الدراسات الإسلامية ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 1

المقدمة

المنهج هو الأسلوب أو الطريق التي يتبعها كاتب أو مُنظِّر أو مؤلف في مسألة معينة..ومناهج المستشرقين هي الأساليب التي اتبعها المستشرقون في عرض العلوم الاستشراقية إلى الأوروبيين تارة وإلى الشرقيين أنفسهم تارة أخرى..

فمما لاشك فيه أن المستشرق الذي يدرُس تاريخنا ويقلب أوراقنا وينشغل في تراثنا، يتصور للأسف الشديد – أنه هو القادر على إفهامنا ماضينا، وكأننا مجموعة من الأغبياء غير قادرين على أن نستوعب ماضينا فنكون بحاجة إلى من يقوم بهذا العمل نيابة عنا. وذاك ادوارد سعيد يقول بأن الشرقي أُقصي من مكانه ليقوم المستشرق بتمثيله نيابة عنه ليقول ما يجب أن يقوله الشرقي أو ما يجب أن يفعله. والأنكى من ذلك أن هناك من بين الشرقيين من يقر بذلك. فنجد الكثير من أساتذتنا وأئمة مساجدنا، من يستشهد بقول المستشرق مهما بلغ في مستواه. والكثير من المستشرقين غير قادرين على هضم اللغة العربية، فكيف يصل إلى مرتبةٍ يستشهد بقوله وهو قاصر عن فهم اللغة مهما بلغ به الرقي العلمي؟

ولا أريد أن أظلم بعض المستشرقين ممن كانت لهم أيادٍ بيضاء معنا، فبعضهم قد خدم الشرق بالبحث والتمحيص بتجرد وعلمية. وهم عدد لا بأس به من العلماء. إلاّ أن الحديث يجري عمن يتستر وراء موجهيه من مخابرات الغرب أو كنائسه أو مجالسهِ الكنسية صاحبة المصلحة في الإساءة إلى تراث الإسلام.. وكذلك اليهود الصهاينة ممن نصبوا أنفسهم محاربين للإسلام وأهله حرباً لا هوادة فيها ولا أمل في المسالمة له أو لأهله مهما كانت إدعاءاتهم بذلك.

لذلك سنحاول في هذا الكتاب أن نستعرض الاستشراق معنىً ومراحل تاريخية مرّ بها، ومن ثم أهدافه التي لم نجد غيرها وخاصة في معالجته للإسلام وعلومه، ثم نخوض في مناهجه الكثيرة. في عرض اللغة العربية والقرآن الكريم والسنة النبوية والفقه الإسلامي والعقيدة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي ومن ثم عرضهم للعلوم عند العرب مع تلخيص بما وجدناه في مناهجهم تلك..

وكان لابد أن نستعرض مواطن الاستشراق لنجد الغث والسمين، والجيد والطالح من الآراء والطرق أو الأساليب التي تستعرضها كل دولة من الدول التي تعاملت مع الاستشراق وصولاً إلى الاستشراق في الأرض المحتلة "فلسطين" والتي هي بيننا في الشرق، إلا أن معظم سكانها الآن مهاجرون من البلدان الأوروبية الغربية والشرقية، فكان فيهم من يهتم بهذا العلم ويستمر في اهتمامه هذا، لنرى ماذا يريد هذا العالم من علمه في بلاد كانت قاعدة هذا العلم.

وبعد هذا، سنمر على الجامعات والمعاهد الاستشراقية في كل البلدان التي تهتم بالاستشراق. وما تتخصص به من دراساته العديدة. ونختم دراساتنا هنا ببعض الرموز الاستشراقية التي عنت بهذا العلم واتجاهاتهم ومناهجهم وما خلفوه في إصدارات فيه.

إنه دراسة من الدراسات العديدة في مجال الاستشراق. لابد أن نكون قد عرضنا فيه البعض مما هو مهم فيه وأصبح المتخصصون فيه لا بأس بإعدادهم، وما نقدمه الآن هو إضافة لما قدموه.. علماً بأننا من أوائل من اشتغل في هذا العلم ودرسناه على مدى سنين طويلة في جامعة بغداد والمعهد العالي للمؤرخين العرب في بغداد وفي جامعة الكوفة وفي معاهد عراقية أخرى وجامعة السابع من ابريل في ليبيا إضافة إلى الجامعة الأردنية ضمن مادة الثقافة الإسلامية. راجياً من الله العلي القدير أن يوفقني في الاستمرار بعرض المادة هذه وخدمتها لأنها جزء من خدمة الإسلام العظيم وهو هدفي الأقصى إن شاء الله. وأرجو أن أكون قد وفقت في عرضها وأفدت بها من شاء الاستفادة والحمد لله.

- المؤلف -

الصفحات