رواية كلاسيكية أميركية حول فتاة شابة في مطلع القرن، وهي رواية عميقة التأثير، صادقة وصحيحة تدخل في صميم الحياة. إذا فاتتك قراءة هذه الرواية فإنك سوف تحرم نفسك من تجربة غنية. إنها رواية تحمل تفهماً عميقاً وحاداً لعلاقات الطفولة والعلاقات العائلية.
أنت هنا
قراءة كتاب شجرة تنمو في بروكلين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
كان في فناء منزل فرانسي شجرة مثل هذه تلتف أغصانها كالمظلات حول وأسفل مهرب الإطفاء في الطابق الثالث. كانت فرانسي في الحادية عشرة من عمرها تتخيل نفسها حين تجلس عند مهرب الإطفاء بأنها تعيش على الشجرة. تجلس هناك عصر كل يوم سبت في فصل الصيف.
ما كان أجمل يوم السبت في حيّ بروكلين، بل ما أجمله في كل مكان. كان الناس يقبضون رواتبهم يوم السبت وينطلقون في عطلتهم الأسبوعية بعيداً عن القيود التي تفرضها مراسيم يوم الأحد. كانوا ينفقون ما في جيوبهم ويبتاعون الأشياء ويأكلون جيداً أو يسكرون أو يتواعدون ويعشقون ويسهرون حتى الصباح وسط الغناء والموسيقى والرقص والشجارات أحياناً وهم يعلمون جيداً أن الأحد هو يوم عطلة وأنهم يستطيعون النوم حتى ساعة متأخرة من الصباح. وإذا فاتهم القداس الأسبوعي الصباحي فإن بإمكانهم حضور القداس في المساء.
صباح الأحد كان الناس يتجمعون في باحة الكنيسة عند قداس الحادية عشرة، بعضهم كان يصلي خلال قداس الساعة السادسة صباحاً، ولكن هؤلاء رغم حضورهم باكراً إلى الصلاة لم يكونوا يستحقون أجراً ولا ثواباً لأنهم هم الذين كانوا يطيلون السهر ثم يعرِّجون على الكنيسة في طريقهم إلى بيوتهم عند السادسة صباحاً ليحضروا القداس ويخلدوا إلى النوم طوال النهار بضمير مرتاح.
بالنسبة لفرانسي كان صباح السبت يبدأ بالذهاب إلى مكان تجميع القمامة حيث تقوم هي وأخوها نيلي مثلهم مثل باقي أطفال بروكلين بتجميع الخرق البالية والورق والمعادن والمطاط وغيرها من أنواع القمامة المفيدة، وتخزينها في علب أو صناديق مخبأة تحت أسرّتهم. كانت فرانسي طوال الأسبوع تمر على مجمع القمامة في طريق عودتها من المدرسة وتبحث عن رقائق الصفيح في علب السجائر أو لفافات العلكة وتذيبها في غطاء أحد المرطبانات لأن المشتري لا يقبل شراء لفافة من الرقائق المعدنية خشية أن يكون الأولاد قد أدخلوا فيها حلقات من الحديد لكي يصبح وزنها أثقل عند البيع. كان نيلي يعثر أحياناً على زجاجة فارغة من المياه المعدنية فيقوم بمساعدة فرانسي بكسر قمتها وتذويبها من أجل الرصاص الموجود فيها. وكان مشترو القمامة يرفضون استلام قمة زجاجة كاملة خوفاً من الدخول في مشاكل مع جماعة مصنع زجاجات الصودا. ولكن بالنسبة لنيلي فإن زجاجة الصودا تعتبر صيداً ثميناً فهي حين تذاب قمتها تباع بخمسة سنتات.