كتاب " الأساطير المؤسسة للتاريخ الإسرءيلي القديم " ، تأليف هشام أبو حاكمة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر وال
أنت هنا
قراءة كتاب الأساطير المؤسسة للتاريخ الإسرءيلي القديم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
منطق الأسطورة
سبق أن قلنا بأن الأسطورة لها علاقة بالمقدسات ، والمبادئ الدينية ، ولهذا فهي إن تحدثت عن التاريخ ، فإنما تربط هذا التاريخ بالواقع الديني الذي وجدت فيه الأسطورة مع إدخال عناصر التشويق ، والترغيب والترهيب ، والخوارق ، والأعاجيب ، والتي هي غالبا ما تقع خارج نطاق التاريخ .
وإذا كانت الأسطورة عملا من الأعمال التراثية ، فلا عجب أن نجد كثيرا من الشعوب يهتمون بها ، ويفردون لها مكانا خاصا في أدبياتهم التاريخية .
وعلى الأغلب فإن للأسطورة أساسا تعتمد عليه ، أي لا بد أن يكون هناك واقع قد حدث ، تكونت على إثره الأسطورة التي وضعت في قالب أدبي ، اختلطت فيه الحقيقة بالخيال .
ولهذا فإن المنطق الذي يغلب على الأسطورة ، ليس هو منطق العلم ، ولا منطق الفن ، إنه منطق ديني اجتماعي ، يغلب عليه طابع الخير والشر . الخير إن تم اتباع تعاليم وأحكام الإله . والشر إن تمت مخالفتها . فمنطق الأسطورة يرى أن كل شيء مباح للآلهة أولا ، ثم الملوك والكهنة ، والسحرة ، وحتى الأب والأم أحيانا . وأن مخالفة هؤلاء جميعا تقود إلى الهلاك والدمار .
وإذا كانت الأسطورة ، والتي انتقلت عبر التاريخ ، تسجل بعض شواهد التاريخ وتحفظها ، فليس بكثير أن نقول أنها الصياغة الأولى لكتابة التاريخ .