أنت هنا

قراءة كتاب الوعد الصادق حزب الله وإسرائيل وجهآ لوجه

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوعد الصادق حزب الله وإسرائيل وجهآ لوجه

الوعد الصادق حزب الله وإسرائيل وجهآ لوجه

كتاب " الوعد الصادق حزب الله وإسرائيل وجهآ لوجه " ، تأليف هشام أبو حاكمة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والد

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 1

المقدمة

الحمد لله رب العالمين ، الذي هدانا إلى الطريق المستقيم ، وأمرنا باتباع أحكامه وتعاليمه ، وميزنا بالعقل لنفرق بين الخير والشر ، والحق والباطل ، وهو على كل شيء قدير ، وعليه نتوكل ، وبه نستعين .

إن الحروب التي خاضها العرب مع إسرائيل عديدة ، وهذه الحرب التي خاضها لبنان مع إسرائيل اعتبارا من 12 تموز 2006م ، وحتى صباح 14 آب من نفس السنة ، هي الحرب التي تحمل رقم ( 6 ) . ويمكن اعتبارها واحدة من أطول تلك الحروب ، وأكثرها تأثيرا على الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية بالنسبة لإسرائيل .

ولأول مرة في تاريخ هذه الحروب تنتقل الحرب إلى الداخل الإسرائيلي ، مما جعل المواطن الإسرائيلي يعرف معنى القتل وسفك الدماء ، والدمار والخراب، إذ ربما يؤثر ذلك على مفاهيمه وأفكاره عن الحروب وويلاتها ، وبالتالي قد يؤثر على صنّاع القرار الإسرائيلي الذين يرون في الحروب وسيلة لتحقيق أهدافهـم التوسعية ، وأطماعهم التي ليس لها حدود .

وما من شك في أن إسرائيل قد أخفقت في تحقيق أهدافها من حربها على لبنان ، وقد أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت بذلك . ونتيجة لهذا الإخفاق تصاعدت الخلافات والانتقادات المتبادلة بين قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين ، كما وجهت إليهم الاتهامات بأنه ليست لديهم الخبرة الكاملة للقيام بهذه الحرب .

وقد أجمع كثير من المعلقين والمحللين السياسيين ، عربا وأجانب وبعض الإسرائيليين ، على أن هذه الحرب هي حرب أمريكية الأصل والمطلب ، إسرائيلية التنفيذ ، وذلك لإعادة رسم ( خارطة الشرق الأوسط الجديد ) الذي أعلنت عنـه كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ، والتي رفضت وقف إطلاق النار في أغلب مراحل الحرب ، اعتقادا منها أن الشرق الأوسط الجديد سيكون ( أفضل ) بعد هذه الحرب المدمرة .

وتخطئ رايس ومن يؤيدها ، إذا كانوا يظنون أن العرب يريدون شرقا أوسطيا على الطريقة الأمريكية . العرب يريدون شرق أوسط يتناسب مع عقيدة وفهم ومثل الشعب العربي ، شرق أوسط مستقراً وآمناً لا تتحكم فيه فئـة علـى مقدرات وآمال وأحلام الشعوب العربية ، شرق أوسط يكون فيه العرب شركاء ، لا عبيدا أذلاء لغيرهم.

ولما كان هؤلاء على يقين بأن الشرق الأوسط الجديد ، لا يمكن أن تقوم له قائمة ما دامت المقاومة موجودة في فلسطين ، وفي لبنان ، وفي العراق ، ولهذا ليس هناك حل أمامهم لخروج المولود الجديد ( الشرق الأوسط الجديد ) من هذه الولادة العسيرة إلا بالقضاء على المقاومة . فكان العراق ، ثم فلسطين ، والآن في لبنان . ولما كان الهدف هو القضاء على المقاومـة في المنطقـة لإنجـاح المشروع الأمريكي الجديد ، فمن الضرورة أن يتم ذلك بسرعة حتى تتفرغ أمريكا لتعميم تجزئة المنطقة على هواها .

وبالتأكيد فإن الأهداف التي تسعى أمريكا إلى تحقيقها في المنطقة، لن تخدم شعوب المنطقة باستثناء عملائها ، وإسرائيل المستفيد الأول حيث تتـم أقلمتهـا واستيعابها في هذا المشروع الجديد ، بحيث تكون هي المركز ،وغيرها الأطراف ، تكون لها السيادة والقيادة ، والشعوب الأخرى ما يسد الرمق ويكفي .

لقد وضعت أمريكا وإسرائيل في حساباتهما أن يُقضى على حزب الله ، وبالتالي على كل المقاومة في لبنان ، مما يجعل الطريق مفتوحة أمام لبنان لتركيعه أمام إسرائيل . وهناك بعد استراتيجي آخر يتمثل في أن القضاء على حزب الله يقطع ذراع إيران القوية في المنطقة – كما يدعون - التي قد تستخدمها لو هاجمت أمريكا إيران ووجهت ضربة إلى مصالحها النووية ، والتي تشكل خوفا لإسرائيل في المستقبل . ولكن الرياح تجري بما لا يشتهي السَّفن . فجيش حزب الله لم يدمر وقيادته لم تصب بأذى ، وبالتالي فإن الخوف منه لم يزل .

ويخطئ من يظن أن الجيوش يمكنها أن تنتصر إذا ما دخلت في حـرب ضد المقاومة الشعبية ، أو أي نوع من التنظيمات لا يأخذ صفة الجيوش النظامية ، ولهذا فإنه وبكل تأكيد فإن إسرائيل وجدت نفسها في ورطة كبيرة بعد بدء الحرب بأيام ، عندما رأت أنه لا يمكنها حسم نتيجة المعركة بقصف جوي مهما طال .

لقد حاولت في هذا الكتاب الذي يتناول مجريات الحرب على مدى ثلاثة وثلاثين يوما سرد مجمل الأحداث اليومية ، ويقينا أنني لو أردت كتابة كل شيء لاحتجت إلى كتاب ثان وربما ثالث . كما أنني اعتمدت كثيرا على الصحف التي تصدر في إسرائيل ، وعلى وكالات الأنباء العاملة فيها .

والسؤال الذي يدور في خلد كل مواطن عربي خاصة هو : هل هذه الحرب هي حرب مخطط لها ؟

وبمعنى آخر هل هذه الحرب التي خاضها حزب الله هي حرب حقيقية ، أم مخطط لها هكذا ؟ وقد انقسم الرأي العام العربي بين مؤيد ومعارض ، ولكل وجهة نظر ، وأسباب يتمسك بها ، وليس من السهولة بمكان أن تقنع طرفا على آخر ، ويبقى الزمان هو الكفيل بتبيان الحقائق وحل الطلاسم .

ولا يسعني هنا إلا أن أشكر دار الجليل للنشر التي كان لي في مستنداتها عون كبير على كتابة هذا الكتاب .

والله أسأل الهداية للجميع .

هشام أبو حاكمة

الصفحات