أنت هنا

قراءة كتاب في الحديث الشريف والبلاغة النبوية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في الحديث الشريف والبلاغة النبوية

في الحديث الشريف والبلاغة النبوية

كتاب " في الحديث الشريف والبلاغة النبوية " ، تأليف محمد سعيد رمضان البوطي ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

1- معنى الحديث والفرق بينه وبين ما قد يلتبس به

كلمة «الحديث» تعني في اللغة العربية ما يقابل القديم؛ وتطلق أيضاً على الكلام الذي يخاطب به الناسُ بعضُهم بعضاً.

ولكنه في اصطلاح علماء الحديث النبوي يطلق على ما صحّ عن رسول الله ، من قول أو فعل أو تقرير أو صفة. فالكلمات التي تُعزى إلى رسول الله  قولاً، والتصرفات التي تُنسب إليه فعلاً، وسكوته على تصرفات الآخرين إقراراً، والمعاني التي تتلبس به وصفاً، كل ذلك يسمى في الاصطلاح حديثاً .

ويستعمل أرباب هذا الاصطلاح كلمة «السنة» فيريدون بها نحو ما يريدون بالحديث مع فروق دقيقة يحفل بها الفقهاء وعلماء الحديث لا غرض لنا بذكرها في هذا المقام.

كما أنهم قد يستعملون كلمة «خبر» و «أثر» ويريدون بهما المعنى الذي يراد بالحديث، وربما أطلقوهما على ما هو أعم من معنى الحديث الذي ذكرناه، بحيث يشمل ما يضاف إلى الصحابة والتابعين أيضاً. والخراسانيون يفرقون بين الكلمتين: فيطلقون الخبر على الحديث المرفوع إلى النبي ، ويطلقون الأثر على ما كان موقوفاً على الصحابي أو التابعي.

إذا تبين لك هذا، فلتعلم أن مرادنا بالحديث فيما سنتناوله في أبحاثنا التالية إنما هو الأقوال التي أثرت عن رسول الله ، وهي جزء من مضمون «الحديث» في معناه الاصطلاحي المذكور، إذ ليس لنا هنا من غرض عند الحديث عن البلاغة النبوية بما أثر عنه  من فعل أو وصف أو تقرير.

ولعلك تسمعهم يقولون: الحديث .. والحديث القدسي، وتسأل عن الفرق بينهما.. فاعلم أن المراد بالحديث ما قد أوضحته لك من قول الرسول وفعله وإقراره وصفاته. أما الحديث القدسي فهو كل قول يضيفه النبي  إلى الله عز وجل ويحكيه عنه، فصياغةُ ألفاظه وتراكيبه من النبي عليه الصلاة والسلام، ولكنَّ العزْوَ فيه إلى الله عز وجل. ولو كانت صياغته من الله مباشرة لكان قرآناً، ولو لم يكن العزو فيه إلى الله على سبيل الحكاية عنه لكان حديثاً مُطلَقاً.

مثال الحديث القدسي ما أخرجه البخاري بسنده عن أبي هريرة عن النبي  أنه قال: قال الله تعالى: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنتُ خصمه خصمتُه: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حُرّاً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يوفِّه أجره».

فقد تبيّن لك إذن الفرق بين كل من القرآن والحديث القدسي والحديث المطلق عن هذا القيد.

الصفحات