كتاب " اليهودية ديانة توحيدية أم شعب مختار " ، تأليف عمر أمين مصالحة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراس
أنت هنا
قراءة كتاب اليهودية ديانة توحيدية أم شعب مختار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وضعت المشناه في اجزاء، قسمت الى ابواب ثانوية، على النحو التالي:
1. الزراعة (اصول واحكام خاصة بالزراعة)
2. المواسم (اصول واحكام الاعياد)
3. النساء (الاحكام الشخصية)
4. الاضرار (الاحكام الجنائية وانظمة المحاكم)
5. المقدسات (احكام القرابين في الهيكل)
6. الطهارة (احكام طهارة الجسم، والبيت، والادوات، والطعام)
كتبت المشناه بلغة رجال الدين التي كانت سائدة انذاك في المدارس الاسرائيلية، وهي العبرية الممزوجة باللغة الآرامية، وكانت هذه اللغة دارجة على لسان الشعب بعد سبي بابل.
منذ وضع "المشناه" تم تسيير أنظمة المدارس الدينية، على النحو التالي:
أ. تتم تلاوة المشناة في الدروس.
ب. يقوم الحضور بتفسير كل جملة وجملة.
ت. يتناولها الحضور بالنقاش وبالتحليل مع كل ما يثور اثناء ذلك من تجديد وابداع، مع التطرق الى التقاليد والعادات التى سادت في حياة المجتمع اليهودي حينها.
يعرف حاخامو هذه الفترة باسم "هأمورائيم" أي المفسرين ، وذلك للتمييز بينهم وبين "التنائييم" أي المعلمين، وهم رجال الدين الذين سبقوا تدوين المشناه. مع مرور الزمن ازدادت التفسيرات الشفوية لما ورد في المشناه المكتوبة. حتى دعت الضرورة والحاجة الى تدوين كل النصوص باسلوب مقبول عند جميع طبقات الشعب، وقد تم ذلك في مؤلف اسمه "الجمارا"، واصبحت المشناه والجمارا تشكلان سوية "التلمود". تشكل الجمارا غالبية التلمود من حيث الكمية، ويسمى التلمود كذلك باسم "الاجزاء الستة"، ويقسم أيضا الى اجزاء كما هو الحال بالنسبة للمشناه.
هنالك نصان للتلمود: احدهما التلمود البابلي، والاخر التلمود الاورشليمي، وضع "التلمود الاورشليمي" في المدرسة الاسرائيلية في طبريا، اما "التلمود البابلي" فقد وضع في المدارس التي اقامها تلامذة الحاخام يهودا هناسي في أوساط الجالية اليهودية في بابل، بعد ان قل عدد اليهود في البلاد. الامر الذي ساهم في تركيز الاهتمام حول المدارس البابلية. لقد اصبح "التلمود البابلي" مقبولا اكثر من "التلمود الاورشليمي" لدى الشعب. وضعت اللمسات الاخيرة للتلمود في عام 500 للميلاد.
كتبت "الجمارا" بنصيها باللغة الارامية، التي أصبحت فيما بعد لغة الخطاب اليومي ، ونظر الى الارامية كاقرب اللغات الى العبرية، فاصبح التقارب بينهما كبيراً وواضحاً، من خلال نصوص الكتاب المقدس الذي يحوي فصولا ارامية (في سفري دانئيل وعزرا).
وضعت المشناه على الغالب، على شكل قوانين عامة، وترد فيها أحيانا وجهات النظر المتباينة بين الحاخامات في موضوع معين، في المقابل تحوي الجمارا الابحاث والمناقشات الخاصة باحكام المشناه واصول تطبيقها، ولهذا فهي بمثابة محضر للابحاث الخاصة باحكام المشناه واصول تطبيقها، وينظر اليها كمحضر للابحاث القانونية.
تشمل الجمارا الى جانب ما قيل عن الاحكام ذاتها، اقوالا وقصصًا ورد ذكرها في المدارس الدينية اثناء الدراسة والمناقشة.
سمي الحاخامات الذين عملوا في استخلاص النتائج المترتبة على هذه الابحاث باسم "هبوسكيم" أي الباتون في الامور المستعصية، وفي وقت لاحق وُضعت مؤلفات تناولت مجمل الابحاث والاحكام الملزمة للشعب، وكان اكثر هذه المؤلفات قبولا على الشعب اليهودي مؤلف " شولحان عَروخ" أي المائدة المصفوفة، التي وضعها الحاخام يوسف قارو، والذي ولد في المغرب العربي وسكن في صفد نحو اربعة عقود.
تعتبر الحلقتان ،أو بالاحرى، المدرستان اللتان تبلور فيهما التلمود البابلي: مدرسة مدينة "سورا"، ومدرسة "نهاردعا" ثم "فومبديتا". كانت سورا انذاك مقر "رئيس الجالية"، أي رئيس يهود بابل، وانتقل هذا المنصب بالوراثة، بين سلالة ذرية داوود، أما رؤساء المدارس فقد جرى انتخابهم من بين الحاخامات. كانت هذه المدن الثلاث واقعة في منطقة الفرات في العراق، لكنها اندثرت بسبب ما احدثه تهدم قنوات الري المقامة على نهر الفرات.