كتاب " جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة " ، تأليف بدر عقيلي ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
رابعا: لا مبالاة بالرأي العام
تدرك إسرائيل أن مخططات الدمار التي أعدتها ستثير الرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الإنسان،وأن مثل هذا الوضع سيشكل ضغطا عليها، بيد أنها اعتادت على نمط عالمي سابق، فهي تقتل وتدمر وتحقق أهداف ردعها، رغم الرأي العام العالمي وثورته، ثم بعد ذلك تتفرغ لمواجهة هذا الرأي، فتمارس ضغوطا على من يرفع صوته، وتذكره بممارساته في الحروب التي خاضها،وتهدد بقطع علاقاته مع الولايات المتحدة، وغيره، والأهم من كل ذلك هي تدرك أن ذاكرة الرأي العام العالمي بالنسبة لها قصيرة، إذا لم تكن هناك متابعة دائمة من قبل جهات معادية لإسرائيل، كالعرب مثلا، لإبقاء هذه الذاكرة قائمة، وإسرائيل تدرك أنه لا توجد متابعة أبدا من قبل العرب، فهم متسامحون،وأيضا يتحلون بذاكرة ضعيفة، ويأخذون بالمثل العامي القائل: "إللي ما بقدر على الحمار، بينط على البردعة"، لذا فهم يعمدون إلى تحميل وزر ما حدث للفلسطينيين ويلوحون لهم بالملل العربي من طول الصراع مع إسرائيل.
إن الأسلوب الذي انتهجته إسرائيل في حربها لم يكن أسلوب قتال، بل كان أسلوب قتل غير متوازن، أسلوب استخدمت فيه الدبابة والطائرة والجرافة والمدفعية وقنابل الفوسفور تجاه شعب شبه أعزل، ودون أن يكون لدى الطرف الآخر ما يمكنه أن يوازنها به أو يجاريها في حربها.
لقد تعمدنا عدم التطرق إلى شهادات الجنود في المقدمة، كي نترك لقارئنا العزيز فرصة التعرف عليها بنفسه بعد أن ترجمنا بأمانة ما أورده الجنود كي يرى ويعرف بنفسه ما حدث، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ما أوردناه هو شهادة غيض صغير جدا ممن شاركوا في تلك الحرب فماذا لو سمعنا شهادات الفيض؟
"بدر عقيلي"