كتاب " مناسك الحج والعمرة وآداب الزيارة " ، تأليف د. محمد توفيق رمضان البوطي ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر .
أنت هنا
قراءة كتاب مناسك الحج والعمرة وآداب الزيارة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

مناسك الحج والعمرة وآداب الزيارة
كلمة : فضيلة العلاّمة المرحوم ملاّ رمضان البوطي
الحاجّ قسمان:
قسم يخرج من بيته ويسافر لرؤية البيت والمسجد الحرام، والبلاد والأراضي والبحار، فهذا سفره سيران وإعانة لحظ النفس وطغيانها، فلم يرجع إلا ناصراً لعدوه، وهي النفس.
وقسم يخرج من بيته قاصداً زيارة ربه الكريم وتلبية دعوته، ولو لم يكن له مكان؛ فيخرج متلبساً بالعبودية ظاهراً وباطناً؛ باطنه يقول: أنت ذاهب إلى رب عظيم لا نهاية لعظمته وكبريائه، كريم لا نهاية لكرمه، ولا يقبل منك إلا العبودية، فاخلع لباس الملوك والرفاهية، والبس لباس الذل والعبودية المنبئة عن غاية التضرع والافتقار، راجياً منه أن يثبِّتك ويجعلك في حصنه الحصين.
ولا تنظر إلى شيء من حظوظ النفس ذهاباً وإياباً، بل اخلع لباسها، والبس لباس الروح والعبودية حتى تموت، وإن كنت ظاهراً لابساً لباس الخلق وأنت بينهم، فكن مع الحق بالعبودية.
روي عن النبي r أنه قال: ((إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله)).
أخرجه أبو داود والترمذي نحوه وقال: حسن صحيح.
قال الغزالي: ((فإذا لم يكن في قلبك للمذكور الذي هو المقصود والمبتغى عظمة ولا هيبة فما قيمة ذكرك)).