أنت هنا

قراءة كتاب نازك الملائكة حياتها وشعرها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نازك الملائكة حياتها وشعرها

نازك الملائكة حياتها وشعرها

نازك الملائكة، شاعرة عراقية من مواليد بغداد عام 1923، تخرجت من دار المعلمين العالية ببغداد، وحصلت على الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة، وأجادت اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية، لكن عشقها الكبير كان للغة العربية ونحوها وصرفها وآدابها

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
وقد عرفت داره في الحيرة بالزوراء، ونُسبت إليه شقائق النعمان(3)، أما عائلة الملائكة، فيعود نسبها إلى الحاج كاظم اللخمي المنذري القحطاني، والذي قدم إلى الكاظمية واستقر فيها، واختار القحطانية التي تُعرف باسم «القطانة» سكناً له، ويروى أن أسلافه جاؤوا إلى الكاظمية من الحيرة سنة 1300 وظل أحد أحفاده يحمل لقب اللخمي حتى سنة 1760م عندما صدر فرمان سلطاني بمنح العائلة لقب «الجلبي»، وكان الحاج عبدالهادي درويش أول من لُقِّب بالجلبي ثم توارثه الأبناء من بعده حتى مطلع القرن العشرين، عندما تخلى عنه البعض منهم وحملوا لقب «الملائكة»، وكان والد الشاعرة «صادق» أول من لُقِّب به، ثم حذا إخوته حذوه وانضموا إليه، كما انضم إليه اثنان من أعمامه وهما عبدالرزاق وعيسى. وقد عرف أهل نازك في العاقولية بالتقوى وحُسْن الجيرة، فلم يسمحوا لأبنائهم الصغار اللعب في الشارع، أو التطاول على أحد أو الإساءة لغيرهم، وكانوا لا يخرجون من البيت إلا إلى المدرسة أو زيارة الأقارب ومع أحد من ذويهم، ومن كان يخرج عن الطوق يعاقب، ويروى أن صادق الملائكة (والد الشاعرة) خرج مرة لينوب عن والده جعفر لحضور حفل زفاف، كونه الابن الأكبر، وصادف أن تأخر، فلم يسمح له والده بالدخول عقاباً له على تأخره ودخوله البيت بعد والده، واعتبر ذلك خروجاً عن النظام المتبع الذي يفرض تواجد الجميع قبل عودة الوالد، فتوسط له أعمامه حتى سمح له بالدخول، لكن «صادقاً» ظل يحس بالذنب، وبقي خجلاً حتى اليوم التالي، ولم يكن هذا السلوك مألوفاً بين أبناء الجيران، إضافة إلى ما كانت تتمتع به العائلة من روح دينية ورثتها عن الأجداد، ليكون موضع إعجاب الناس الذين كانوا يسكنون حولهم.
 
لفت هذا السلوك أحد جيرانهم وهو الشاعر «عبدالباقي العمري»، فقال: إن هذا بيت ملائكة، وكان ذلك في أوائل القرن التاسع عشر وشاعت التسمية حتى لصق بهم وعرفوا به، وأحب أبناء العائلة التسمية، خاصة من كان يُعنى بالأدب والشعر، لما وجدوا فيه من رومانتيكية وشاعرية، فأحبوه وتخلوا عن «الجلبي» رغم ما كان يحمله لقب الجلبي من نفوذ ووجاهة، وكان «صادق الملائكة» أول من لقّب به وعُرف واشتهر بالاسم الجديد(4).
 
أنهت نازك الملائكة المرحلة الثانوية عام 1939 ودخلت المعهد العالي وتخرجت منه عام 1944، فانخرطت في التدريس في نفس الكلية التي درست فيها، وأصبح أساتذتها زملاء لها، وكان شباب أسرتها قد تركوا مهنة التجارة وتحولوا إلى التدريس. بسبب تغير الحياة والنظم الاجتماعية، فكان والدها من أوائل أبناء العائلة الذين عملوا بمهنة التدريس، وقد عمل معلماً في المدرسة الجعفرية والثانوية المركزية، كما كان خالها الشاعر (عبدالصاحب) مدرساً في مدرسة الرصافة الابتدائية، وكذلك عمها (ناظم) مدرساً للغة الإنكليزية في المدرسة نفسها، ولم تكن نازك الأولى في العائلة من الإناث اللواتي عملن في هذه المهنة فقد روي أن عمتيها عائشة وبتول كانتا معلمتين في مدارس بغداد.
 
ومع دخول المرأة في العراق ميدان العمل خارج البيت، فقد تغيرت عادات كثيرة، فكانت نازك من أوائل الفتيات اللواتي خلعت العباءَة بتشجيع من والدها الذي تحدى التقاليد، واشترى لها قبعة تضعها على رأسها بدل العباءَة، لكن السفور حينذاك كان خرقاً للعادات والتقاليد، مما اضطر والدها الخروج معها في بداية الأمر حتى لا يتعرض لها أحد، ومع ذلك فإن نازك ظلت تلبس العباءة في الشارع عندما تخرج لزيارة الأهل أو بعض الأقارب أو المعارف.
 
تزوجت نازك من زميلها الدكتور عبدالهادي محبوبة، وأنجبت طفلها الوحيد «البراق»، فوقعت تحت ثقل المسؤولية، وانتقلت مع زوجها إلى البصرة حيث كان رئيساً لجامعة البصرة، وقد عملت مدرسة في الجامعة في قسم اللغة العربية، ثم انتخبت رئيسة للقسم واستمر عملها واستمرت في التدريس لأكثر من خمس وعشرين سنة، ثم طلبت إحالتها على التقاعد من جامعة بغداد، إلا أن الجامعة رفضت طلبها، وحينها طلبت من الجامعة تمديد فترة إيفادها لجامعة الكويت، وكان لها ما طلبت، وقد أخذ التدريس معظم وقتها في تحضير المواد التدريسية كالبلاغة والعروض والنقد والأدب المقارن إضافة إلى تصحيح كراسات الامتحانات والإشراف على رسائل الماجستير. وبهذا تكون قد عملت مدرسة في كلية التربية ببغداد وفي جامعة بغداد وجامعة البصرة وجامعة الكويت حتى عام 1985.
 
وقد خرجت من بغداد أكثر من مرة واستقرت عام 1990 في القاهرة، وبقيت فيها حتى وفاتها.

الصفحات