أنت هنا

قراءة كتاب الأشاعرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأشاعرة

الأشاعرة

كتاب " الأشاعرة "، تأليف الشيخ عبد الكريم تتان ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

نموذج لفهم الأشاعرة للمتشابه

ونسوق هنا نموذجاً مما عليه أهل السنة من علمائنا، وهو القرطبي، رحمه الله، حيث قال في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} [الفجر: 89/22] ، أي: أمره وقضاؤه، قاله الحسن، وهو من باب حذف المضاف. وأنت خبير أن هذا الباب ذائع في اللغة، ومنه قوله -تعالى- في الحديث القدسي: «يا بن آدم، مرضتُ فلم تعدني، واستسقيتك فلم تسقني، واستطعمتك فلم تطعمني»، وقيل في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ}: أي زالت الشبه ذلك اليوم، وصارت المعارف ضرورية، كما تزول الشبه والشك عند مجيء الشيء الذي كان يشك فيه.

وقال أهل الإشارة: {وَجَاءَ رَبُّكَ}، أي: ظهرت قدرته، لأننا في دار ظهور القدرة، بخلاف ما نحن عليه في دار الأسباب، والله -جل ثناؤه- لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان! وأنى له التحول والانتقال، ولا مكان له، ولا أوان!! أي: هو -سبحانه- منزه عن المكان، والزمان، إذ هو خالقهما...

وقال في حديث «مرضتُ»: تنزلٌ في الخطاب، وتلطفٌ في العتاب، مقتضاه التعريف بفضل ذي البلاء، وبمقادير ثواب هذه الأعمال، ولله تعالى أن يطلق على نفسه ما يشاء، ولا نطلق نحن إلا ما أذن لنا فيه من الأوصاف الجميلة، والأفعال الشريفة!!!. وعن التعبير بهذه الصيغة قال:...وهذا كله خرج مخرج التشريف لمن كنى عنه، ترغيباً لمن خوطب به، وحيث بلغنا هذا، مع أنه سيقع يوم القيامة، كنا كأننا سمعناه الآن في رحاب هذه الدنيا، فانبرينا إلى المريض نعوده لننال عطاءً من الله الذي ندبنا بهذا الأسلوب إلى عيادة المريض.

وعند حديث: «إن الصدقة تقع في كفّ الرحمن»، قال: هذا كناية عن القبول والزيادة عليها، كما كنى بنفسه الكريمة المقدّسة عن "المريض" في ثنايا الدعوة إلى عيادته، تعطفاً عليه...

فمن هو -إذن- من أهل السنة والجماعة، ومن هو المبتدع؟

وبهذا يظهر لنا جلياً الفرق بين من يلتزم بالكتاب والسنة على الوجه الصحيح، وبين من يلوي أعناق النصوص إلى ساحة تصوره الذي عجّ بالتشبيه!! ويزيد على هذا دعوى أنه هو على منهج أهل السنة، ومن لم ير ما رأى فهو المبتدع!!!! ونترك للقارئ الحصيف الحكم، واتخاذ الموقف السليم من الفهم السليم، والإعمال الواعي للنصوص!

الصفحات