أنت هنا

قراءة كتاب القدس في الشعر العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القدس في الشعر العربي

القدس في الشعر العربي

كتاب " القدس في الشعر العربي " ، تأليف إيمان مصاروة ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع .
وما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 9

فعندما دخل "اللنبي" القدس عام 1917م أثناء الحرب العالمية الأولى قال: "الآن انتهت الحروب الصليبية". وعندما دخل الجنرال "غور" دمشق عام 1920 توجه إلى ضريح صانع نصر حطينالبطلالمسلم صلاح الدين الأيوبي ليقول بشماتة الحاقد المتعصب: "ها نحن عدنا يا صلاح الدين"! (12)

وظل الحال على ما هو عليه إلى أن سقطت المدينة في أيدي الصهاينة، فطالعتنا بعض القصائد لشعراء عرب أشاروا فيها إلى المدينة المقدسة ولكن هذه القصائد لم تصور الصراع الذي دار حول المدينة، ولم تعبر عن الخطر المحدق بها.

ومن بين الشعراء الذين أرسلوا تحياتهم للقدس الشاعر خليل مطران في قصيدته "تحية للقدس الشريف" إذ يقول" (13):

سلام على القدس الشريف ومن به

على جامع الأضداد في إرث حبه

على البلد الطهر الذي تحت تربه

قلوب غدت حباتها بعض تربه

وهي كما نلاحظ قصيدة لا تلامس معاناة القدس وأهلها ولم تصور الهجمة الشرسة على هذه المدينة.

ومن الشعراء الذين تحدثوا عن القدس الشاعر المصري علي محمود طه (14) :

أخي إن في القدس أختاً لنا أعد لها الذابحون المدى

أخي قم إلى قبلة المشرقين لنحمي الكنيسة والمسجدا

يسوع الشهيد على أرضها يعانق في جيشه أحمدا

يشير الشاعر إلى استعداد العدو للانقضاض على القدس ويدعو الأمة العربية إلى التوحد لمواجهة هذه الهجمة الشرسة للأعداء، وهذا لا يكون إلا بوحدة العرب مسلمين و مسيحيين، وبذلهم كل نفيس من أجل رد العدوان.

وبنفس الروح وفي إشارات مماثلة يقول عمر أبو ريشة (1910-1991):

يا روابي القدس يا مجلى السنايا رؤى عيسى على جفن النبي(15)

أو يقول:

يا تثني البراق في ليلة الأسراء والوحي ممسك بعنانه (16)

وفي الشعر الفلسطيني الحديث يخصص إبراهيم طوقان (1905-1941) قصيدة له بعنوان "القدس"، ولكنه لم يتناول فيها إلا ما وصفه "التطاحن الحربي الذي تفشى في فلسطين حينذاك"، وكانتالقدس بوصفها عاصمة البلاد مركز ذلك التطاحن.(17)

وكذلك نجد الشاعر عمر أبو ريشة قد تحدث عن القدس في قصيدته التي تحمل عنوان (عرس المجد) وهي قصيدة ألقيت في الحفلة التذكارية التي أقيمت في حلب، ابتهاجاً بجلاء الفرنسيين عن سوريا وتعرض فيها الشاعر لذكر القدس إذ يقول (18) :

أين في القدس ضلوع غضة لم تلامسها ذنابي عقرب؟

وقف التاريخ في محرابهاوقفة المرتجف المضطرب (19)

ثم يقول في موضع آخر من القصيدة ذاتها (20) :

يا روابي القدس، يا مجلى السنا يا رؤى عيسى على جفن النبي

دون عليائك في الرحب المدىصهلة الخيل ووهج الغضب!

طوّر الشعر الحديث المستجد في النصف الثاني من القرن العشرين أشكال القصيدة الحديثة ومضامينها، وقد أخذ يتناول قضايا جزئية أو معينة بشيء من التخصص والتفصيل، بمعنى أنه أخذ يركز على تفريعات لم يكن الشعر- آنفًا- يوليها وقفة طويلة أو اهتمامًا مركزًا.

الصفحات