كتاب " سنابل وقنابل " ، تأليف أبو العباس برحايل ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب سنابل وقنابل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

سنابل وقنابل
دخل معي المسخ في عملية استنطاق طويلة، ذلت فيها نفسي، وخضعت أمام أدوات القتل والفتك، ومع ذلك جعلتُ المسخ المستجوب والدمويين المستنطقين حوله يفهمون أني غاضب على دولة الطاغوت.. فقد تعرضت للسجن لسنوات سبع، وفقدت وظيفتي، وجحدت عليهم وظيفة الترميم الجديدة.. ثم بالغت في أهوال الاعتقال والتعذيب الذي لحقني أثناء أحداث أكتوبر 88، وكيف أني كنت إلى جانب سليمان المكنى بأبي عوف الذي هو ابن خالي، والذي عاد من أفغانستان، حين سقط شهيدا في مواجهة الطاغوت في تظاهرات باب الوادي.. وأن أخي هامل قد التحق بكتيبة "أنخاب الدم " التي يقودها أبو حنظلة السنغالي، الذي هو بدوره قريبي فهو ابن خالتي زينب، وهي الكتيبة التابعة لتنظيم أبي سُقير المركباني المنشق، والمقيم في لندن، وقد سقط أخي هامل شهيدا ضد الطاغوت الخ..
وتعجبوا كيف أني لم أنضم إلى كتائب الجهاد ضد الطواغيت وقد لحقت بي كل هذه الظلامات الفادحة.. وسألوني إن كنت أرغب في الانضمام إليهم، فلم أمانع، شرط أن يكون جهادي سريا ومدنيا، فأنا لا أصلح للعمليات المسلحة وما يشبهها من تفجير ورمي وذبح، لطبيعة الجبن الذي يسكنني، والخور الذي يطبع حياتي، إذ كنت معلما، وقد طبعتني وظيفة التعليم بطابع الطفولة والسذاجة والرعب المقيم من زيارات المفتشين المفاجئة.. وإذ لم يكن لا الأمير المسخ، ولا المحيطون به يعلمون فيما يبدو بوضع زوجتي، وسبب رفض إطلاق سراحها في الحاجز، اعتبروني رجلا غافلا مغفلا، وإلا كيف أرضى بأن توضع القيود في يديّ من أجل امرأة، والنساء في البلاد دود على عود..
وبدلا من أن يعيدوا لي امرأتي، وما يتبع من سيارة وأوراق، ويطلقوا سراحي، مقابل الوعد بخدمات أقدمها لهم مستقبلا بالانخراط في الجهاد ضمن تنظيمهم، رأوا بعد بعض الهمس الدال على الوصول لإصدار الحكم، أن يضعوني أولا تحت الاختبار؛ بالخدمة التسخيرية في هذا المعسكر.. أعطيت لقب أبي سفيان الباحث عن آكلة الأكباد.. وإذ كان لامناص من الإجراءات الاحترازية، قال ذو النقرة الفاحشة أسفل عينه اليسرى، أبو محشوشة، أمير سرية اللطم بالدم، التابعة لكتيبة ريب المنون، الذي ألقى جل الأسئلة في استجوابي، يصدر الحكم على غير ما توقعت، بعد أن وضعت نفسي في خدمتهم:
ـ أمثال هذا الذليل لا يستحقون حتى مجرد جرة سريعة من نصل على حلوقهم، ألحقوا أبا سفيان هذا بأعمال السخرة مع الآبقين من أصحاب أبي ورقة إلى حين يتبين سلوكه..
وسألت سؤالا يائسا:
ـ ولكن.. أين هي زوجتي؟.. أنا ما تشبثت بأذيال الأمير في جسر البيبان، ثم ما صرحت بالرغبة في الجهاد أمامكم إلا لأجل استرجاع زوجتي وتخليصها من السبي؟..
وارتفعت قهقهات الدمويين، وعقب ذو النقرة:
ـ الزوجات الصالحات يقرن في بيوتهن، ولا يتجولن في الطرق..

