كتاب " أحاديث الثلاثاء - كتابات لمثقفين عراقيين -الجزء الثالث " ، تأليف عطا عبد الوهاب ، والذي صدر عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر .
قراءة كتاب أحاديث الثلاثاء - كتابات لمثقفين عراقيين -الجزء الثالث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أحاديث الثلاثاء - كتابات لمثقفين عراقيين -الجزء الثالث
قراءة في كتاب أحاديث الثلاثاء
أحمد الضايف
صدر كتاب أحاديث الثلاثاء، كتابات لمثقفين عراقيين، بإشراف الأستاذ عطا عبدالوهاب، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، يوثّق الكتاب مسيرة سنة ونصف السنة للندوة الثقافية الأسبوعية للأديب والدبلوماسي عطا عبدالوهاب، والتي أقامها في منزله بعمان منذ 5/4/2009 ولا تزال مستمرة، وجاء الكتاب في 487 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن كتابات متنوعة في موضوعات متعددة، حيث تضمن الكتاب - الذي شارك فيه ثلاثة وعشرون مفكراً وأستاذاً وباحثاً وأديباً ومبدعاً من العراقيين المقيمين في عمان/الأردن - دراسات وبحوثاً ومقالات وأحاديث تتناول مختلف الاختصاصات العلمية والأدبية والاجتماعية والاقتصادية والفنية·
أستهل الكتاب بقصيدتين للشاعر عطا عبدالوهاب من ديوانه أعوام الرمادة الأولى قرية المجد والقصيدة الثانية قالت لي الأشجار ومن قصيدته قرية المجد التي نظمها بتاريخ 4/1/1972 نقتطف هذه الأبيات:
كان لي في قرية المجد صحاب وخمائل
ونجوم تلد الضوء لأخرى، ومشاعل
وكروم يقف الدهر على صهبائها وقفة سائل
وهموم لا تعي في رحلة الفخر سواحل
وجياد ليست من قصب السبق جدائل
أين مني قريتي؟ أطالها أضحت زوائل
الأماسي خوالٍ والأناسي رواحل
وتحدث الأستاذ عبدالرحمن بهجت نوري عن بغداد وشارع الرشيد: مكان وزمان وحياة في الذاكرة، وقد وافاه الأجل قبل الإصدار، فكان هذا الكتاب استذكاراً لروح الفقيد، حيث جاءت مشاركته في الكتاب تأريخاً لأهم شوارع بغداد وأكثرها شهرة، وجاء ذلك في سياق التأريخ لبغداد المكان والزمان، حيث افتتح الشارع -الذي سمي باسم أشهر خلفاء بغداد على الإطلاق هارون الرشيد - سنة 1916 في عهد خليل باشا والي بغداد العثماني· وأكملت إنارته سنة1917م، وتناول في حديثه عن بغداد جوامعها وكنائسها، مدارسها وأسواقها، أحياءها وخاناتها، إضافة إلى أهم المعالم المعمارية في هذا الشارع والحركة التجارية فيها، وصناعة الترفيه التي ازدهرت بين جنباته خاصة دور العرض السينمائي·
الباحث وسام الزهاوي تحدث عن المشهد الثقافي في بغداد الخمسينيات، حيث كانت المدينة مسرحاً لنشاط ثقافي مزدهر، فقد شهدت تلك السنوات ظهور مواهب لفنانين عراقيين من رسامين ونحاتين أمثال جواد سليم، فائق حسن، سعاد العطار، محمد غني حكمت، خالد الرحال، إسماعيل الترك، وعطا صبري، إضافة إلى أن المدينة استقطبت العديد من الكتّاب الأجانب الذين أسهموا في ازدهار الحياة الثقافية، أمثال الشاعر والناقد ألان تيم· كما شهدت بغداد نشاطاً لأشهر المعماريين في العالم مع التصاميم التي وضعت لجامعة بغداد ووزارة التخطيط، وملعب الشعب· أما الفنان يوسف العاني فقد تحدث عن مسيرته الفنية خلال 66 عاماً كاتباً وممثلاً ومخرجاً· فهو بطل أول فيلم عراقي سعيد أفندي وشارك في 12 فيلماً سينمائياً، ومثّل في 52 مسرحية، وألّف 42 مسرحية، كما وضع 25 كتاباً في المسرح والسينما والثقافة· كما كرّم 25 مرة، ونال 9 شهادات تقدير، وحصل على 11 جائزة، ومن مسرحياته: أنا أمك يا شاكر، مجنون يتحدى القدر، جبر الخواطر
كما يشمل الكتاب مساهمات مجموعة من الكتّاب منهم رياض الياسين نقطة تحول، الدكتور عبدالواحد لؤلؤة الترجمة ومشكلات المثقف العربي، أثر الشعر الأندلسي في نشوء الشعر الوجداني، أما الإعلامي مدحت الجادر فكتب حول تجربته في حقل الإعلام نصف قرن في ميادين الإعلام، الدكتور عاطف سليمان النفط العربي ودوره في التنمية، المخرج السينمائي محمد شكري جميل السينما دائرة معارف الفن، نجيب محي الدين، خواطر في شؤون التعليم وأحواله في العراق، عبدالمحسن إسماعيل شنشل، الصين بين عهدين، مهدي الهاشمي، مميزات مصرف الرافدين، مطرب العراق حسين الأعظمي، المقام العراقي، كما قدّم الدكتور إحسان البحراني محاضرتين، الأولى مرض شرايين القلب وأسبابه وطرق الوقاية، والثانية: مذكرات والده رؤوف البحراني، كما كتب الدكتور حسين أمين أصالة العراق في التاريخ، وعرض النحات العراقي محمد غني حكمت ذكريات عن نصب الحرية والفنان جواد سليم، وكتب طارق صالح الربيعي الشخصية العدائية اجتماعياً، وناقش الأستاذ هاشم الشبلي رسائل إخوان الصفا، كما ناقش الأستاذ طاهر حمدي كنعان البعد القومي لأمن الإنسان العربي، وفي مجال الدراسات الأدبية النقدية قدم الدكتور وليد محمود خالص النص الغائب في رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ· وقدّم نجدة فتحي صفوة ثلاث محاضرات: الأولى، العراق في الوثائق البريطانية، الثانية بين الطب والسياسة، والمحاضرة الثالثة كانت بعنوان الماسونية في الوطن العربي، وللدكتور عبدالأمير رحميه العبود محاضرتان، الأولى حول الأزمة المالية الدولية، والثانية القطاع الزراعي في العراق واقعه ومشاكله وآفاق تنميته أما إسماعيل الجاسم فحاضر حول دور الإعلان وفنونه في ترويج المنتجات الصناعية والتجارية وختاماً يشار إلى أن راعي الندوة والمشرف على الكتاب الأستاذ عطا عبدالوهاب شاعر وأديب ودبلوماسي عراقي، ولد في بغداد عام 1924، تخرج من كلية الحقوق عام 1944، وتنقل في العمل بين سلك القضاء والمحاماة والدبلوماسية؛ فعمل سكرتيراً خاصاً للملك فيصل الثاني، وفي العام 2004 عيّن سفيراً للعراق في الأردن إلى أن أحيل إلى التقاعد· وتفرغ للكتابة والتأليف والترجمة فصدر له العديد من الكتب، منها أعوام الرمادة ديوان شعر، الأمير عبدالإله: صورة قلمية وفي مجال الترجمة قام بنقل العديد من الروايات إلى اللغة العربية، منها سيرة حياة للروائية الإنجليزية فرجينيا وولف، نور في آب للروائي الأمريكي وليم فوكنر، القنصل الفخري للروائي الإنجليزي غراهام غرين·