كتاب " نوافذ على شرفة الروح " ، تأليف د. أحمد عبد الملك ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب نوافذ على شرفة الروح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نوافذ على شرفة الروح
نافذة 1
أُطيلُ في صلاتي داعية الله سبحانه وتعالى أَنْ يغفرَ لي ذنوبي المُتكررة!. فأَنا أقوم بأَفعال لا يرضاها الله ولا عباده... رُغمَ إِيماني وذهابي إِلى الحَج... وتكفيري عن ذنوبي السابقة. ورُغمَ أَني تجاوزتُ الخمسين، وأُحبُّ زوجي وبيتي، إِلاّ أَنَّ " إِلحاحاتِ" الأُنثى بداخلي تأْسُرني وتُلزمني بأَنْ أقومَ بتلك الأَعمال الشائنة!. ولا يظهرُ لي الشيطان إِلاّ عند سفر زوجي خارج البلاد!؟. حيث أَبقى في الغرفة وحيدة... أَشعرُ بأُنوثتي تحرقُني، وأَتحسَسُ جسدي الذي غابت – مع الأَيام – عنه رغبةُ زوجي ولمساتهُ الحانية. فلقد عانى زوجي من ارتفاعِ ضغط الدم، وخضع لعمليةِ فتح قلب، ولم يَعُد يستطيعُ الوفاءَ بالتزاماته تجاهي، خصوصاً وأَنا امرأَة قوية ومثيرة وقابلة لـ "الاحتراق" كلَّ لحظة.
كانت أَقربَ وأَسهلَ وأَضمنَ وسيلة لإِشباع رغبتي الجامحة وإِطفاءِ حرائقي هو السائق!. نعم السائق الآسيوي!. الذي لا يشّكُ فيه أَحد ٌ... ولا يُمكن أَنْ يُعاتبَه أَحدٌ، حتى لو شُوهدَ وهو يخرج من غرفتي... لأَنه أَحياناً يدخل الغرفة كي يُغيّر (لمباتٍ) الإِضاءة أَو تصليحَ دَرجاتِ المُكيِّف... وغيرها من الأعمال المنزلية. استدرجِتهُ بذكاء... حتى وقع في يدي! بل لربما أَنا التي وقعتُ في يده... ومن لا يريدُ هذه اللقمة السائغة المجانية؟!.
أُدركُ كمْ غبية أنا وساذجة!. وأَنكم سوف تحتقرونَني على هذا التصرُف... وتقولون: ما لقيتي إِلاّ السائق الآسيوي!؟. نعم أُدركُ ذلك، ولكن لماذا المخاطرة والخروج من المنزل أَو التورط في علاقة مع رجل مُواطن قد يَعرفُ زوجي أَو أَحداً من أَهلي وهكذا أَكون "علكة" في أَفواه الناس؟!. لكن الحالَّ مع السائق آمنة!. فهو كتوم وفقير ولا يمكن أَنْ يبوحَ بسرهِ معي لأَي كائن!. كما أَنني أُعطيه المالَ الذي يفوق راتبه الذي يأخذه من زوجي.
أَتعذّبُ وقتَ الصلاة... ووقتَ وقوفي بين يدي الله!. أَبكي بحُرقه.. أَنتحبُ على ما أَفعله من أَفعال شائنة لا تناسبني ولا تناسب عائلتي ولا إِنسانيتي... وأَلومُ نفـسي على هذا الضَعف المُخجل كلما هاجمتني تلك "الإلحاحات".. وأَتحوّلُ إِلى مُراهقةٍ في العـشرين. تغيبُ عني كلُ المحظورات وكلُ القيم، وكلُ كلمات الوفاء لزوجي الذي يُحبني، وكلُ معالم "الـشرف الرفيع" ... وأَجدُني بين أَحضان السائق ولا أَفيقُ إلاّ بعد تَسَللهِ من غرفتي في ساعات الصباح الأُولى كي ألطمَ وجهي.. وأَضربَ رأَسي بالجدار... وأَلعنَ اللحظة التي ولدتُ فيها.
لقد مضى على هذه العلاقة ستُ سنوات.. لم يكتشفها أَحدٌ حتى الآن.. وما زلتُ على نفس الطريق... وما زالت سيرتي "العطرة" وأَخلاقي العالية عنوانَ صداقاتي مع الأُخريات ومع أَهلي. لكنني من الداخل امرأَةٌ ضائعة ومكسورة... أَلعنُ نفـسي كلما تصوّرتُ جسدي بين يدي ذاك السائق المُطيع!.