أنت هنا

قراءة كتاب نوافذ على شرفة الروح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نوافذ على شرفة الروح

نوافذ على شرفة الروح

كتاب " نوافذ على شرفة الروح " ، تأليف د. أحمد عبد الملك ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

نافذة 3

تعتقد هذه المرأة – وَهْماً – بأنها على حق دوماً!. ولا تريد التفاوض أو الخروج عن هذا الوهم الذي سَيطر عليها لأكثر من عشرين عاماً. كما أنها تمارسُ عادةَ الصمت التكشير في المنزل، لإرسال رسائل للآخرين بعدم رضاها، كلما شعَرت - بداخلها - أنها لاحظت عليّ ملاحظة معينة، ولو كان ذلك وهماً! كما أنها تتأثر كثيراً بما تسمعه من صديقاتها عن هدايا يتلقينها من أزواجهن أو سفرات لهن إلى عواصم العالم المختلفة!. أو ذهاب إلى المطاعم الجديدة في البلد.

ولأنني من النوع الهادئ، غير المثير للمشاكل، وأُحبّ – بعد أن تجاوزت الخمسين – أن أكون (في حالي)، وألوذ بالصمت مُحاذراً من نقاش قد تنفجر خلاله زوجتي، وتقذف كل ما في صدرها من ملاحظات سلبية خاطئة عني، فإنني أتجنبُ إثارتها أو حتى التلميح لها ببعض الملاحظات السلبية التي تقوم بها وتكون غير مناسبة لسنِّها ومكانتها في المجتمع.

لقد تعوّدت هذه المرأة أن تفرض آراءَها بالقوة، وعبر الحوار الصاخب والانتقادات الشرسة لي!. خصوصاً عندما يمرّ شهران لا نتشاجر فيهما. بل أصبح توقيتُ "هدنة" الشهرين من الثوابت لدي!. وأكاد أجزمُ بتحديد موعد انفجارها.

ولأن الحياة الطبيعية تأتي دون قَهرٍ أو فرْضٍ أو إجبار؛ فإن كل أمر يتحقق في الحياة الزوجية لا بد وأن يأتي تلقائياً وبرضا الطرفين، ولا يجوز لأي طرف فيه غير راضٍ عنه أن يقبله. بل ولربما شارك هذا الطرف على مَضض ودون اقتناع، وهو قبولٌ ظرفي أو مؤقت سرعان ما يتغيّر. لأن الشعور بحالة الفقد أو القهر – مهما كانت دوافعها – لا بد وأن تخلق مناخاً للانفجار ولو بعد حين.

بعد الخمسين قد يكون من المفيد للزوجين أن يذهبا في رحلة خارج إطارهما الجغرافي!. ولكن إذا كان الزوج يدرك أن هذه الرحلة لن تغيّر سلوك زوجته في السفر، وأن العتاب - الذي يُبديه الزوج لتصرفات الزوجة منذ عشرين عاماً - سيتكرر في الرحلة، أو أن الزوج سيكون مجردَ حامل للأكياس في شوارع لندن أو مانيلا، أو "مُدَلكاً" لرِجلِ زوجته – التي تلهبُ الشوارع منذ العاشرة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً – عندما ترتمي على السرير متأوه من ألم رجلها وظهرها وأصابعها، بل ولربما قلبها. وعندما يتنازل الزوج عن حقه في ممارسة هواياته، أو ما يريد القيام به من زيارات إلى مطاعم مُحددة أو حتى الجلوس للاسترخاء والتأمل، فإنه أيضاً لا يجدُ (حمداً ولا شكوراً) من هذه الزوجة التي تريده دوماً أمامها تحرسهُ وتتابعُ نظرات عينيه.

أنا ضد فَرضِ سياسة الأمر الواقع، و"تطويع" الرجل دون رغبة منه أو اقتناع منه، فقط لأن "المدام" تريد ذلك!.

الصفحات