كتاب "
شمعة في أعماق السجون " ، تأليف محمد طحنون ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كتاب "
شمعة في أعماق السجون " ، تأليف محمد طحنون ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
كنت أتساءل عن موقف كل واحد منهم حتى أسرفت في التفكير واختلطت علي الأمور وكثرت لدي علامات الاستفهام وسيطر الحزن على فكري.. حزن المجهول.
مرت الأيام وفتحت الزيارات والاتصالات وبدأت من خلالها أرى بوضوح ما كان عصيّاً عليّ، وبدأت علامات الاستفهام تنجلي شيئاً فشيئاً.
اعتقدت أن الحياة قد توقفت لديهم، ثم اكتشفت أن الحياة قد توقفت لدي أنا فقط، اعتقدت أنهم قد افتقدوني وتأثروا بغيابي، ثم اكتشفت أن أهلي فقط هم من عانى وتأثر، وكانت صدمتي في الأقارب والأصدقاء كبيرة وقاسية.
تداخلت أحاسيـسي في بعضها وشعرت بألم وحنق تجاههم في بادئ الأمر، ثم ما لبثت أن تخلصت منه وقلت الحمد لله أن كشف لي ما كان خافيا عني، ووضعت أمراً واحداً نصب عيني.. أسرتي ولا سواها.
وبعد صفاء عقلي وقلبي من شوائب الحنق والألم، سألت نفـسي، هل كان العيب فيّ أم فيهم؟ هل كان الخطأ مني أم منهم؟
وأسئلة كثيرة لم أجد لها إجابات شافية، إلا أنني ومع الوقت اكتشفت أني أنا المـسيء والمخطئ والملام.
فلم أحسن اختيار الأصدقاء ولم أعطِ للأقارب حقهم من صلة الرحم، ولم أنتهج الأولوية في حياتي، وأصبحت من يطلب الصفح والغفران.
زملائي الذين معي يمثلون كافة الـشرائح، المتعلم ورجل الدين والطالب والموظف والعاطل، وكانت أعمارهم ما بين الثامنة عـشرة والتسعين عاماً، وكنا خليطاً من ثقافة دينية واجتماعية وأدبية وسياسية وثورة وجهل وذكاء وغباء وعبقرية، وتوفرت البيئة المناسبة لمن أراد أن يتعلم ويصقل ما في داخله من مواهب وطموح.
كنا في جامعة، لكنها مختلفة عن كل جامعات العالم.