كتاب " نقد مجتمع المعلومات " ، تأليف كوكبة من الباحثين ، ترجمة د.
أنت هنا
قراءة كتاب نقد مجتمع المعلومات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كيف يحول الرقمي الصناعات الثقافية والإعلامية
لا شك أن عصر مجتمع المعلومات بصدد إجراء عملية تحويل عميقة على الصناعات الثقافية ووسائل الإعلام. ففي العصر الصناعي، يتكافأ البث الجماهيري مع المستوى الوطني؛ أما في عصر الانترنت والهاتف المحمول فقد أصبحت وسائل الإعلام تفاعلية، متعددة الوسائط وتشاركية بفضل رقمنة الرسائل وعولمة الشبكات؛ أي أن الاتصال أصبح فردياً ومُعولماً، وهنا تكمن مفارقة المجتمع الحالي! لقد تغيرت الكثير من الأشياء لكن لم يتحول كل شيء بتأثير المعجزات. ففي هذا العالم، ما زالت نِصْف بلدان المعمورة ترزح تحت حكم حكومات مستبدة، إن لم تكن ديكتاتورية. والأسوأ من ذلك هو أن الهوة الرقمية لا تقتصر فقط على أفريقيا والبلدان النامية، بل إنها ظاهرة وواقع بداخل البلدان الغنية كالولايات المتحدة الإمريكية وكندا أو فرنسا كما يشير إلى هذا الأمر على نحو تفصيلي موضوع كارولين ريزا المنشور في هذا الكتاب حيث ترى أن الهوة الرقمية هي مفارقة جيل الانترنت.
ومهما يكن الحال، فإنه لا محالة من الاعتراف بأنه من السهولة بمكان السيطرة على الأنظمة المركزية كالإذاعة والتلفزيون أكثر من الانترنت الخاص بالمدونات واليوتيوب وتويتر وماي سبيس، هذا باستثناء أن الصين وتونس وآخرين تمكنوا بمهارة من السيطرة على الانترنت وذلك بمساعدة التكنولوجيات الجديدة في المعلومات والاتصالات مثل غوغل! وبرغم كل التعتيمات التي يلجأ إليها البعض، إلا أننا استطعنا تقريبا أن نتابع بشكل مباشر الاعتراض على الانتخابات المزيفة لأحمدي نجاد[4]وتنظيم قوى المعارضة في الهوندوراس، وفي بلدان الشرق، إلخ. ولا غرابة إذن، فعلى الأنظمة السياسية اليوم أن تقلق من الرأي العام؛ إذ يوجد أكثر من 500 قناة تلفزيون فضائية في دول المغرب وحدها، ويخترق الانترنت كل مكان تقريباً في آسيا. فالتكنولوجيات الجديدة في المعلومات والاتصالات، وخصوصاً الشبكة العنكبوتية العالمية التشاركية، لديها القوة الكافية لتحرير أقوال المواطنين والتعبئة ضد الكذب والاضطهاد، كما يوضح هذا الأمر في هذا الكتاب دومينيك كاردون في موضوعه المعنون "دور المواطن في فضاء المدونات". وليست بالقليلة تلك الأمثلة على قلب الأوضاع السياسية بفضل التقنيات الجديدة للمعلومات والاتصالات[5]. ونتذكر ما حدث في إسبانيا حين انتصر المرشح الاشتراكي ثباتيرو Zapatero على المرشح المحافظ أثنار Aznar بفضل استخدام أنصاره للرسائل القصيرة[6]، عندما نسب هذا الأخير هجوم محطة قطارات مدريد إلى جماعة الباسك الانفصالية (11 مارس 2005).