قراءة كتاب شهقة اليائسين - الانتحار في العالم العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شهقة اليائسين - الانتحار في العالم العربي

شهقة اليائسين - الانتحار في العالم العربي

كتاب " شهقة اليائسين - الانتحار في العالم العربي " ، تأليف ياسر ثابت ، والذي صدر عن دار التنوير للنشر والتوزيع (مصر) .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار التنوير
الصفحة رقم: 10

ولا شكّ أنّ الحالة الصحيّة لها عَلاقة مباشرة بالاكتئاب والانتحار، فالمرضى المصابون بأمراض مستعصية الشفاء كالإيدز والسرطان، أكثر إقبالاً على الانتحار، وتتراوح نسبتهم بين 15- 18% من بين المنتحرين.(38)

وقد تكون للانتحار أسبابٌ بيولوجيّةٌ، كاختلالات في التوازن الهرمونيّ وخاصةً لدى الفتيات أثناء البلوغ، أو فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، أو اضطرابات في الغُدّة الدرقيّة أو في سكر الدّم، أو عدم التوازن الكيميائيّ في المرسلات العصبيّة(39).

إن أسبابًا عدّةً قد ترتبط بمحاولة الانتحار، بينها الصحة النفسيّة والحالة الصحيّة للفرد بشكلٍ عام.

ولنأخذ نموذجًا بسيطًا في هذا الشأن.

فقد خلصت دراسة شملت أكثر من 45 ألف امرأة دنماركيّة إلى أنّ النساءَ اللّاتي يصبن بطفيل شائع هنَّ أكثر عرضةً لإيذاء النفس أو محاولة الانتحار.

وتحدُث العدوى نتيجة طفيل يُعرف باسم توكسوبلازما غوندي. ويمكن أن يُصاب الإنسان بعدوى مُزمنة بهذا الطفيل من خلال أكل اللحوم غير المطهُوّة جيّدًا والخَضروات من دون غسلها أو التعامُل مع فضلات القطط؛ نظرًا لأنّ هذا الطفيل يتكاثر في فضلاتها.

وربطت بعض الدراسات بين هذا الطفيل ومخاطر عالية للإصابة بالفصام. ويَعتقد باحثون أنّه نظرًا لأنّ هذا الطفيل يعيش في المخّ فإنّه يمكنه التأثيرُ على الانفعالات والسلوك.

وكتب تيودور بوستولاتشي، الباحث الذي قاد الدراسة وهو من كليّة الطبّ بجامعة ماريلاند في بالتيمور، في دوريّة سجلات الطبّ النفسيّ العام أنّ «النّساء اللّاتي يُصبنَ بعدوى الطفيل تي. غوندي هُنّ أكثرُ عرضةً لإيذاء النفس».

واستند بوستولاتشي ورفاقه في الدّراسة على السّجلات الطبيّة الدنماركيّة لنحو 45788 امرأة شملتهنّ دراسةٌ سابقةٌ عن الطفيل توكسوبلازما لدى المواليد(40).

نموذج آخر: الصُّداع النصفيّ

فقد وجدت دراسةٌ أمريكيّة أنّ احتمالاتِ محاولة الانتحار ترتفع لدى الأشخاص المصابين بصُداعٍ حادٍّ سواء كان نصفيـًّا أم لا. وحسب ناعومي بيرسلو من جامعة ولاية ميشيغان في آيست لانسينغ والتي رأست هذه الدراسة، فإنّ عددًا من الدراسات على مدى سنوات أشارت إلى أنّ الأفرادَ المُصابين بصُداع نصفيّ تزيدُ لديهم معدلاتُ الانتحار بالمقارنة مع الأشخاص غيرِ المصابين به، ولكن لم يتّضح ما إذا كان لهذا عَلاقة بشكلٍ مُحدّدٍ «ببيولوجيّة الصُّداع النصفيّ».

وقالت بيرسلو لرويترز هيلث: «لم نعرف ما إذا كان هو الصُّداع النصفيّ أو الألم بشكلٍ عامّ»، برغم أنّ نتائجها لا تثبت أنّ الصُّداع يسبِّب محاولاتِ الانتحار.

الصفحات