أنت هنا

قراءة كتاب فدوى طوقان حياتها وشعرها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فدوى طوقان حياتها وشعرها

فدوى طوقان حياتها وشعرها

فدوى عبدالفتاح طوقان، شاعرة فلسطين، سنديانة فلسطين، خنساء فلسطين، شاعرة الحب والألم، شاعرة الرثاء والموت.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 2
من جهة أخرى، كانت علاقتي بها علاقة المعجبين بنجومهم المفضلين. فقد كانت بالنسبة لي هي النجمة ذات القدرات الغامضة، تفعل أشياء إعجازية تقرؤها لنا بصوتها الخافت الذي كان يبدو وكأنه يخرج مباشرة من أعماقها، ونجلس كلنا، كباراً وصغاراً، صامتين خاشعين حتى تنتهي فدوى من قراءتها. وكنت في كل مرة أسمعها أشعر بشيء يختلج في حلقي وتتدافع الدموع في عيناي، ولم يكن البكاء، بل كان هو الشعور نفسه الذي أحس به دائماً وحتى هذه اللحظة عندما أرى الإبداع.
 
وأجمل ما في فدوى أنها لم تكن في يوم من الأيام واعية إلى هذه النجومية، لم تكن ترى أنها تختلف عن سائر نساء العائلة أو الجيران والأصدقاء. لقد كانت بكل هذه النجومية واحدة منا، تخاف وتفرح وتخجل وتتردد وتغضب وتكره وتحب.
 
وبعد ذهابي إلى لبنان للدراسة ومن ثم العمل لم أعد أراها بنفس الكثافة السابقة، وعوضت عن هذا الغياب بمتابعة ما تكتب. ومرت علينا كفلسطينيين خاصة وكعرب عامة ظروف أليمة، ظروف تغص بالإحباط والهزيمة والقهر، تتخللها ومضات من الأمل، سرعان ما كانت تتلاشى تاركة إيانا في أعماق أكبر من الإحباط والهزيمة والقهر. وكانت أشعار فدوى كما كانت أشعار محمود درويش وسميح القاسم الرئات التي استطعت من خلالها أن أتنفس من تلك الأعماق أنفاساً نقية تساعدني على تحمل عفن تلك الأعماق.
 
كنت أردد بصوت عالٍ وأنا أذرع زنزانتي المنزلية:
 
قول فدوى:
 
يا وطي الحبيب لا ، مهما تدر

الصفحات