أنت هنا

قراءة كتاب فدوى طوقان حياتها وشعرها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فدوى طوقان حياتها وشعرها

فدوى طوقان حياتها وشعرها

فدوى عبدالفتاح طوقان، شاعرة فلسطين، سنديانة فلسطين، خنساء فلسطين، شاعرة الحب والألم، شاعرة الرثاء والموت.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 5
لقد كتبت فدوى الكثير خلال رحلتها الطويلة في عالم الشعر والنثر ولم أشعر في يوم من الأيام أن فدوى كتبت شيئاً سوى ما يجيش بصدرها ويعتمل في وجدانها، كتبته برشاقة ملائكية وبساطة ما بعدها بساطة، لتقول بسطر واحد رائع ما لا نستطيع قوله بأضعاف الكلمات. وفي كل هذا لم تكن فدوى تبحث سوى عن نشوة ولادة القصيدة بعد المخاض الوجداني وكان كل اعتبار غير هذا غائباً. ولعل الانغماس التام في العملية الإبداعية والانشغال بها دون سواها للغوص في أعماق نفسها وتحسس ما يعتمل في هذه الأعماق من تفاعلات تثيرها الحالة العاطفية شخصية كانت أم وطنية كان وراء هذا الصفاء وهذا العمق، ووراء سمو البساطة في شعرها. ولعل هذا الانغماس كان وراء زهد فدوى في المظاهر المادية للحياة، في ملبسها ومسكنها ومأكلها. وعندما حازت فدوى في العقد الأخير على العديد من الجوائز العربية والدولية والتي كان لها جانب مالي سخي، كنت أراها وكأن هذه المكافآت المالية عبء ثقيل سرعان ما كانت تتخلص منه بتوزيعه على أحبائها. وكانت دائماً تتحدث عن التقدير والإعجاب اللذين لقيتهما هنا وهناك بنبرة يشوبها دائماً شيء من الاستغراب وشيء من الاستحياء.
 
إن تكريم فدوى ضمن فعاليات هذا المهرجان، هذا التكريم المعنوي الكبير لا شك أنه سيثلج صدرها لأنه من تظاهرة ثقافية عريقة في وطننا العربي أصبحت مَعلَماً من معالم النهضة الفنية والأدبية فيه، ولأنه يعكس صدقاً وشفافية وبساطة هي فدوى. وتقف فدوى بهيكلها الرقيق وصوتها الخافت المرتجف عملاقاً يزمجر بتعبير كوني عما يتفجر به الضمير الفلسطيني والعربي والإنساني، وأشعر باختلاج في حلقي وتغرورق عيناي بالدموع، إنه الإبداع مرة أخرى».
 
المهندس جعفر إبراهيم طوقان

الصفحات