أنت هنا

قراءة كتاب سورة الرياض

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سورة الرياض

سورة الرياض

رواية " سورة الرياض " ، تأليف أحمد الواصل ، والتي صدرت عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من اج

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 7

المحرر:

.. نظرنا ملياً في الصورة التي يصب عليها القارئ الكثير الصفات(كلها اسم فاعل)جام غضبه. فلم نر، ربما عن قصور في فطرتنا، ما يدعو إلى إثارة الشهوات والغيرة على العرض، ناهيك بالعُرْي والقذارة والعبث والاستهتار. فالصورة لا تعدو وجهاً صبوحاً ومبتسماً، على شاكلة الوجوه التي تستقبل الناظر إلى مشاهد الجموع والناس في الطرقات والساحات والأسواق.

.. فإذا جارينا القارئ الكثير الأسماء على نعوته لاقتضى الأمر إلغاء الصحف وإطفاء الشاشات الصغيرة، وقطع البث الإذاعي. فما بالك بالصوت إذا تكلمت هذه السيدة أو تكلمت مثيلاتها؟، ولاقتضى الأمر النهي عن السفر، وعن التجارة وتبادل السلع، وقطع الطرق، والحؤول بين"القبائل"و بين التعارف. فإذا كان القارئ الكثير الأسماء يدعو إلى هذا، وربما إلى غيره، فلماذا يقتصر على التحذير والنذير والنصح؟. فليخرج.. شاهراً السيف!.

.. وجْه (ميرفت أمين) عاهر..!، فاسد..!، مثير..!، ويفتح بابا تبرُّج.!

.. ماذا عن دعاة الصحوة؟. ألا تحرِّض كاسيتاتهم ومحاضراتهم على الإثارة، والتهييج..؟.

.."أبَدْ دَعَارة دينية.."كما قال أبو خالد.

.. مصالح بائسة تتسمَّى تحت مذكرات النصيحة وتقويم الحاكم بنشر فساده وتعميمه من أجل إفزاع المجتمع وتوتيره وجعله قطيعاً اهتاج من قرع جرس غنمة فيهم لمصلحة ذئب لا يقوى حتى على ركلة غنمة توجعه وتفلت..

.. أجلس في ثاني مقهى خلال أقل من ساعة بعد أن أذنت لنفسي الخروجَ من الدوام، فالجو فاتن لمزاجي الناري سماء تكنـز قطنها الذي سيسيل كأنما تغفل عن فتق شهاب يقرع إنذار السقوط..

.. دخلت على المقهى وطلبت قهوة أمريكية سوداء، وحلوى السينمون رول، وسلَّمْت على رجل ثلاثيني كان يلتهم طبقه ممتلئ الفم كأنما تعجن زواياه تلك الحلوى. جلست وبدأت إكمال تصفح الجريدة.. جاء شاب سوري قصير يلبس جينـزاً وتي شيرتاً عليه جاكيت جلدي أسود يعقد شعره ذيل حصان بني لا مع يرافقه شاب فلبيني طويل على غير عادة بلباس أنيق. قميصٌ طويل الأكمام وبنطلون كحلي ثني المكواة باق عليه يحمل دوسيه جلسا يتكلمان وبين تصفُّح وآخر تصلني كلمة منهما: "موكا لاتيه..، مؤكداً لا بد، نذهب سوياً..، نتفق عليه..". ربما يتباحثان تجديدَ خدمة مشروبات المقهى. نهض الشاب الثلاثيني، وخرج أحضر النادل الفليبيني قهوتي وطبق السينمون رول ناسياً الحليب لم يشاركني تقدير حومة الكبد لكثرة سكر الحلوى مع ثقل القهوة الحامض لم أبادره بتذكير، فالْتَهَيْت بأكل الحلوى وتصفُّح الجريدة:

"نعلن نحن أبناء الكويت والأعضاء في

جمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية

وقوفنا بين صفوف الشعب الكويتي الأبـي.."

: Sorry sir"".

: "هاه.."

مقدِّماً الحليب بلطف وعناية ملوم.

: "I forgot the milk!".

رددت عليه:

"Never-mind, Thanks".

.. انشغلت بوضع الحليب على القهوة قبل أن تبرد وارتشفت منها وأتابع ذلك البيان الذي تعلن فيه(جمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية) الولاء لأمير الدولة وولي العهد ونائبه عن:

"كامل رفْضِنا وشديد استنكارنا لما جاء به رئيس النظام العراقي مؤخراً من مهزلة في خطابه التحريضي المليء بسموم المراوغة والمبالغات والافتراءات والتهديدات المبطنة.."

.. بعد أحد عشر سنة على غزو الكويت في الثاني من آب 1990. يعتذر صدام، وأنا من يعتذر لي..؟. هل أنا بحاجة إلى اعتذار..؟. أريد تعويضاً لأعيد اكتشاف ما تبقى من موهبتي التي فقدتها أو اكتشفتها بعد تلك الأزمة، لم تستطع نشاطات المدرسة سوى بترحمُّي عليها ولا عزاء من أحد.

.. أين ثمارها..؟..

الصفحات