قراءة كتاب نصوص المصطلح الصوفي في الإسلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
نصوص المصطلح الصوفي في الإسلام
الصفحة رقم: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيـــد
يعرض الكتاب نصوصاً مهمة في سياق تأصيل تراثنا الصوفي العربي ودور الصوفية في إعمام المصطلح الصوفي ونشره, ويساهم في تنظيم تراثنا الصوفي العربي بما يتناغم مع فكرنا المعاصر عبر البحث عما أنجز الصوفية العرب في صميم الفكر الصوفي لغة وتعبيراً, لفظاً واصطلاحاً. مع الإشادة باسهامات عدد من الباحثين العرب في تأسيس معجمية صوفية, أمثال, الدكتور عبد المنعم الحفني في (معجم مصطلحات الصوفية) والدكتورة سعاد الحكيم في (المعجم الصوفي), لكن تلك الإسهامات لم تراع تأصيل المصطلح الصوفي وتطور مفاهيمه؛ ويأتي ذلك, من وجهة نظري, من عدم البحث عن الرسائل والفصول الخاصة بالمصطلح في مؤلفات الصوفية جمعاً أو تحقيقاً في مجلد موحد, لكي يتم الكشف عن تطور المصطلح من مبدئه, والكيف الذي نشأ عليه تداوله. وعليه فإن مجمل المعاجم الصوفية المتداولة, على الرغم من كونها لم تخل من النمط أو السياق المجمعي, لكنها جميعاً معاجم غير كاملة تارة, وتارة محددة بمصطلحات شخصية صوفية متأخرة, قياساً بتراثنا الصوفي العربي, تعتمد اعتماداً تاماً على مصطلحات الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي في رسالة (اصطلاح الصوفية) ( = اصطلاحات الصوفية) المتضمنة في (تعريفات الجرجاني), مما يرصد بكل وضوح وجود طفرة في صياغة المصطلح الصوفي من معناه المحدد لدى الصوفية القدامى إلى معانيه ودلالاته في المعاجم الصوفية المعاصرة.
أليس هذا يدل على منحى مبتسر عالج به باحثونا العرب المصطلحات الصوفية في الإسلام؟!.
ومن هنا, فإن هذه المعاجم في حقيقة الأمر, رغم ما تتضمنه من جهود جديّة, لم تقدم ما هو حقيقي في سياق تطور المصطلح الصوفي في الإسلام, ولم تكشف عن إنجازات الصوفية في هذا السياق, مما يؤكد الضرورة البحثية في تمحيص التراث الصوفي العربي لتوثيق معرفتنا بالمصطلحات الصوفية في الإسلام عبر النظر والتدقيق في تراثنا الصوفي نفسه.
فالاكتفاء بالشريف الجرجاني في تعريف معنى المصطلح ودلالته لدليل قاطع على الابتعاد عن حقيقة المصطلح الصوفي, والصحيح توثيق المصطلحات بالعودة إلى الصوفية أنفسهم, إلى أبي نصر الستراج ( ت 378 هـ), وأبي بكر محمد الكلاباذي ( ت 380 هـ) وعبد الكريم القشيري (ت 465 هـ) وأبي الحسن علي بن عثمان الهجويري ( ت 465 هـ), وشهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد السهروردي ( ت 632 هـ), ومحيي الدين بن عربي (ت 638 هـ), وأحمد بن علوان ( ت 665 هـ), وعماد الدين محمد بن الحسن القرشي الأموي (ت 773 هـ), وصولاً إلى أبي الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني (ت 816 هـ).
إن لمتصوفينا العرب لغتهم الاصطلاحية التي نضجت وازدهرت خلال الحضارة العربية, وما عرض نصوصها إلا دليل على أساليب التعبير للباحثين في الفكر الصوفي ومريديه.
ولعل في جمع هذه النصوص ووضع مضامينها بأيدي الباحثين والدارسين يعني الإفادة من توثيق معرفتنا بالمصطلحات الصوفية في الإسلام, ويعني في الوقت نفسه بأن كتابنا هذا لا يجيب عن كل ما يتعلق بالمصطلح الصوفي, ولكنه يوضح النهج الذي تم بموجبه ترتيب هذه المصطلحات في سياق الدرس والبحث والتدقيق.
إن عمل معجمية صوفية شاملة للألفاظ الاصطلاحية في اللغة الصوفية أمر مهم بعد استقرار الألفاظ بين الصوفية وتنسيقها على وفق التفكير الصوفي. وهو ما نهدف إلى إنجازه بشكل جدي في سياق دراسة المصطلح الصوفي في الإسلام في مؤلف منفرد يعمد إلى تحقيق هذا المعنى ليكون دليلاً لأساليب التعبير الصوفي في أيدي الباحثين والدارسين للفكر الصوفي في الإسلام.
د. نظلة أحمد الجبوري