أنت هنا

قراءة كتاب أسئلة الحداثة في المسرح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسئلة الحداثة في المسرح

أسئلة الحداثة في المسرح

لم تمض سنة على صدورالطبعة الأولى من كتابي :اسئلة الحداثة في المسرح" حيث نفذ من التداول، وهو الكتب الذي لقي اقبالا جيداوكتبت عنه عدة مقالات، بعذ أن أضيف إليه مجموعة من المقالات التي كتبتها خلال العام الماضي، وبالفعل فالكتاب بحلته الجديدة يحتوي على احدى عشرة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
 ولذلك، فهي كلمات تحيل على المجتمع أكثر مما تحيلنا على نص مسرحي. فمثل هذه الكلمات تقال للتعريف، وليست لتشخيص بنية مفهوم.وتشير كتابات القرن الثامن عشر أن الدراما كمفهوم مستقر وكفن متميز عن سواه غير موجودة في أسس النظريات الغربية حول المسرح ،(5 ) بل هي جزء من بينة التراجيديا والكوميديا. ويعرف لويس سيباستيان الدراما بأنها" الكلمة الجماعية،الكلمةالأصلية،الكلمة الصحيحة"( 6 )ويؤكد على أنها "نوع جديد" (7). ونلاحظ هنا أن مفهوماً جديداً قد أُسبغ عليها.هذا المفهوم، مستمداً من ماهية الكلمة فـ "الكلمة "هنا تعبير ديني قبل ان تكون تعبيراً لغوياً أو إجتماعياً أو اقتصايدياً " في البدء كانت الكلمة" الكلمة تعني الفعل الأول،ولذا يتم التركيز فيها على: - الجماعي - الأصيل - الصحيح. وربمايكون لويس سباستيان أول من أطلق على الدرما " نوع".
 
نحن إذا أمام تصورين يتضافران في القرن الثامن عشر على توصيف الدراما : تصور يعود بها على أنها شكل، وأنها تقليد للعاملين؛ وتصور ثان يعود بها إلى أنها "كلمة" أولى فيها بعد جماعي، وأصالة وصحة . ويقول فكتور هوغو في كتابه عن شكسبير" إن الدراما شكل غريب من أشكال الفن" ( 8 ).وهذا مفهوم جديد يضيفه هوغو إليها باعتبارها شكلاً غريباً ومن أشكال الفن. فالغرابة تعني وجود شيء ما غيرمألوف سابقاً، لكنه غير مستقل أيضاً. أما الشكل فهو الصناعة الفنية الجديدة التي تحمل نوى التغيير للأشكال التراجيدية والكوميدية،ولكنه ما يزال بعد متعلقاً بأثواب النمط القديم. هذا التطور في المفاهيم سوف يعطي الدراما أفقاً معرفياً أوسع كي تكشف عن نوى التغيير في داخلها. ومجمل ما قيل هو: أن أية مسرحية لا بد وأن تكون الدراما فيها جزءً من بنيتها الفنية والتعبيرية. فهي شكل جديد يستوطن الشكل القديم. وهي أشبه ما تكون بالنسغ الذي يغذي شرايين النص دون أن يكون مستقلا بذاته. ويلخص معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب الدراما بقوله: هي "المسرحية الجادة التي لا يمكن إعتبارها مأساة ولا ملهاة، وفيها معالجة لمشكلة من مشاكل الحياة الواقعية " ( 9).
 
سيقودنا هذا المفهوم الجديد الغامض – المسرحية الجادة- إلى مصطلح أكثر غموضا وهو " الدراماتيكية " و" الدرامي" لقد عرف غوته في كتابه المسرح والوجود "الموت وكأنه دراماتيكي" ( 10 ) اذن نحن أمام غموض ومغزى مبهم، وقوة داخلية لا نعرف ما هي الدراماتيكية،ولكننا نتلمس المفهوم وكأنه يقترب من التراجيديا والكوميديا. ثمة فرز فني لها دون أن تصل بعد إلى التصنيف الواضح،لكنها وهي تسير في طريق التصنيف الخطر، تقطع النصف الأول من القرن الثامن عشر كله دون أن يكتمل تعريفها، فتبقى غامضة يتلمسها العاملون في التراجيديا وفي الكوميديا كما يتلمسونها في الموت والميلاد والحياة العامة، ويتقربون إليها أكثر عندما يخرجون من المسرحية إلى حياة الشعب. وفي مراحل لاحقة - كما سنرى- سيتوسع فهوم الدراما ليشمل، الحكاية والسيرة والعادات والأعياد والفنون الشعبية، كما يشمل أيضاً التصنيف الطبقي لثقافة المجتمع: دراما برجوازية، ودراما عمالية، ودراما رومانطيقية، ودراما واقعية، ودراما قديمة، ودراما حديثة، وهكذا.. 

الصفحات