كتاب " العالم رحلة " ، تأليف عبدالله مناع ، والذي صدر عن
قراءة كتاب العالم رحلة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
قصة عازف الكمان الأرعن والمغني الموهوب والممثل الفاشل الذي تربع على عرش الإمبراطورية الرومانية!!
عرفت رومان الأزمان الغابرة.. رومان دومينوس اهيتو بربوس أو "نيرون" المغني والممثل والمصارع والخطيب المفوه والقرصان الآدمي، والإمبراطور وعازف الكمان معاً، الذي صعد إلى كرسي الإمبراطورية الرومانية بذكاء ودهاء وخبث أمه "أغريبينا".. وبلاهة وسذاجة الإمبراطور الصريع "كلاوديوس" ليحكم ثلاثة أرباع العالم.. وهو في السابعة عشرة من عمره.
لقد بدا نيرون أو التلميذ "النجيب" للفيلسوف القدير والكاتب البليغ "سينيك".. خطيباً وفارساً هز مشاعر نبلاء "روما" وأشرافها.. ثم معطاءً كريماً مصلحاً ملك أفئدة أبناء روما العاصمة.. ثم سفاحاً قاتلاً سفاكاً في الصباح وعازفاً ومغنياً وممثلاً في المساء، أحرق روما وهو يداعب كمانه ويغني في شرفة قصره:
"أنا نيرون..
أقتل من أشاء.. وأسفك الدماء..
الأرض التي أحكمها لا تغيب عنها الشمس..
الناس جميعاً يخضعون لأوامري.
لأنني سيف حاد.. ونار تحرق أجسادهم حرقاً..
أنا.. أنا نيرون".
وبين كل مقطع وآخر من القصيدة التي كتبها ولحنها وأداها عزفاً وغناءً كان يصدر أوامره لاستكمال إشعال النيران في الأماكن الخربة و"النتنة" – في نظره – التي كان يسكنها فقراء "روما".
وهدأت نار روما.. وكف المغني عن الغناء.. وانقطع صوت الكمان، وبدأت الثورة فكرة تشغل ذهن حاكم الغال – أو فرنسا اليوم – يوليوس فيندكس – ثم عملاً مشتركاً بينه وبين حاكم أسبانيا "غالبا"، ثم حقيقة تناهت إلى مسامع نيرون وهو يعزف ويغني على مسارح نابولي.. ويستعد لموسم مسرحي يمثل فيه مأساته الأبدية: "أبي وأمي وزوجتي جلبوا إليّ الهلاك"..!!