أنت هنا

قراءة كتاب أجنحة القوافي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أجنحة القوافي

أجنحة القوافي

كتاب " أجنحة القوافي " ، تأليف صلاح ريان ، والذي صدر عن دار العنقاء للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

تقديم

الحمد لله الذي علم بالقلم وعلم الإنسان ما لم يعلم وجعل فوق كل ذي علم عليم ،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد العلماء وإمام البلغاء ومرشد الحكماء محمد بن عبد الله .

إن الشعر لغة الشعور ،وترجمان الخواطر والأحلام، ومضمون النص الشعري يطلق العنان للخيال بعيدا عن الجموح الطائش ، والتوليف الخرف الذي يخرج الشعر عن وظيفته الإنسانية إلى مجرد ألفاظ لا تهز الذاكرة، ولا تهز إحساسا أو تحرك عاطفة .

ترعرع الشاعرصلاح ريان في أحضان الريف الفلسطيني في قرية بيت دقو إحدى قرى القدس، حيث جمال الطبيعة وحقول العنب والزيتون والهواء البكر الذي يبعث في النفس الشاعرية والخيال، وشاعرنا لا يحتل ظاهرة فنية في مسيرة الشعر الفلسطيني، ولكنه يرسم خطى ثابتة في عالم الشعر ، فهو يقدم لنا باكورة إنتاجه في ديوانه الأول ( أجنحة القوافي ) .

فالعنوان يوحي للقارئ بنظرة الشاعر وأحلامه التي بثها في قصائده آملا أن تطير الأجنحة بمعانيها فتلقى صدى في نفس المتلقي ، فتهز أعماقه معاني العدل والمساواة والتضحية ، والذود عن الاقصى والمقدسات.

عرفت الشاعر متوقد العزم ، متألق الفكر ، متوثب الروح ، صادق النية في اعتلاء صهوة جواد الشعر ومجاراة الأفذاذ من الشعراء ، فلم يألُ جهدا في استشارة المختصين ومناقشة قضايا الشعر ومضامين اللغه حتى ملك ناصية الشعر .

اتسم ديوان ( أجنحة القوافي ) بمحاكاة الأقدمين في أساليبهم وقوة عباراتهم ، فأزال عن شعره كل ألوان الصباغة البديعية المتكلفة ، فما فتأ مستبدلا البيان بالبديع ، محافظا على عمود الشعر مصيبا حسن المعنى . وجزالة اللفظ واستقامته ، موظفا للصورة الشعرية ، معبرا عن المعاني المرادة بدقة ، متجنبا حوشي الألفاظ .

يصوغ الشاعر حلفا فنيا بين دلالة التركيب والواقع الذي نعيش من خلال لوحات فنية تعكس ما آل إليه حال الأمة من تمزق وضياع ، وهي تمثل أيضا حال الشعب الفلسطيني خلال مسيرة الآلام التي لا زالت تنزف إلى يومنا هذا ، ولم يكن شاعرنا بأسعد حالا من شعبه ، فقد عانى منذ صغره من وحشية الإحتلال الذي سجن أخاه الأكبر وهدم منزل الأسرة ، فانعكست هذه المعاناة في ثنايا الديوان نقدا سياسيا واجتماعيا يثير في القارئ تساؤلات لا جواب لها .

في ديوان ( أجنحة القوافي ) موهبة شعرية تشق طريقها بثبات وتغرس أقدامها بقوة في حدائق الشعر ، وتحلق مع القوافي في عالم الإبداع ، مع قدرة على اقتناص الألفاظ لتوليد المعاني القريبة من البيئة والواقع ، بعيدا عن الغريب والسوقي المبتذل ، فأحسن السبك وجوّد النظم ، فنثر قصائد كحبات لؤلؤ في عقد متناسق .

وقصائد ( ريان ) تتناول موضوعات متنوعة ، فبعضها يغوص في بحر الغزل وبعضها يعزف على قيثارة الوطن ، ومنها ما يعانق الصوفية ومشاربها ، فغزليات ( ريان ) تستغرق معظم قصائده ، فحولها يدندن ، ولها يغني فهو شادي الأفراح ، حامل لواء الغزل في عالم لم يعد يعترف بالغزل العذري .

أما قصائده الوطنية فهي تنبئ عن حس وشعور يكاد يفسر التاريخ ، ويتنبأ بما سيخبر به المستقبل ، وفي صوفياته يتغلغل في أعماق النفس ، ويسبح في أعماق الوجود ،وكل هذه القصائد قامت على الشعر العمودي إلا النذر اليسير فاعتمد على شعر التفعيلة .

وأخيرا فإن نظرة ناقده لقصائد هذا الديوان وألوان طيفها المختلفة لترسم لنا حكما بوسطية الشاعر منهجاً وأُسلوباً ، فقد جمع بين التقليد حينا والتجديد حينا آخر ، اما لغته فهي تناجي الفئات الثقافية المختلفة ، وفيها تماثل مع لغة العصر الذي نعيش .

د. مشهور اسبيتان

الصفحات