أنت هنا
قضايا النهوض العربي والعولمة
الموضوع:
تاريخ النشر:
isbn:
نظرة عامة
كتاب " قضايا النهوض العربي والعولمة " ، تأليف حسن إبراهيم أحمد ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، نقرأ نبذة عن الكتاب :
ذا كانت المشاكل تنداح على مستوى العالم أجمع، فإنها تزداد ثقلاً وقتامة في واقعنا العربي. وهي إذ تتخلق عنها حركات مواجهة، شكلاً ومضموناً أينما وجدت، تتعاطى معها بمنطقها الخاص، فإن خصوصيتها تزداد عند العرب، حيث لا نجد أنها خلّقت مواجهها الفاعل، ونقيضها المحتمل. وعلى هذا فإن ما يثير الأسى في النفس هو المستوى الذي تتم على أساسه المناقشات في هذه المشاكل، الكثيرون منخرطون في النقاش، والمؤسسي ضحالة هذا النقاش من حيث الشكل والمضمون معاً، مما يفرض على المثقفين دوراً قد ينجح وقد يفشل، بل قد يفشل؛ لأن غياب الرؤية السليمة، والاتجاه الصحيح في مواجهة مشاكل الواقع، سمة من سمات التفكير الذي يغيب الجماهير سياسة أو جهلاً، بل في الكثير من الأحيان، سمة تختزل الجماهير بالقادة أو ببعض المثقفين.
إن الكثير من النقاشات التي تدور على المستوى الفردي أو الشارعي بين المواطنين أو بين المثقفين، لا تبشر إلا بالهزيمة، لا فيما تؤول إليه من نتائج فقط، بل في الدعوات الصريحة والعلنية. إن تغيير الواقع عبث. إننا نخوض المعركة تجاه أنفسنا نيابة عن أعدائنا. لا داعي لمواجهة أميركا إذا كنا مهزومين أمامها سلفاً. بل مقتنعين أنها لا تهزم، ولن ننجح في مواجهتها، ولا داعي لمواجهة الاستبداد والطغيان، طالما فقدنا الاعتزاز بكرامتنا وتنازلنا عن حريتنا طوعاً واستمرأنا الذل المؤبد، وصعبت علينا التضحيات. تلك الإشكالية يطرحها الباحث على بساط البحث والمناقشة. وذلك في إطار بحثه الشامل لقضايا النهوض العربي والعولمة، حيث شكل الحديث عن العولمة محوراً من محاور هذا الكتاب.
لم يقف الباحث شاكياً باكياً مسوقاً لهزيمة حتمية، إذ هو وجد في العولمة مناخاً ليس للانخراط فيها، حيث لا عيب في الإفادة من جوانبها الإيجابية، بل إن ذلك يقع في إطار الواجب فهو يرى بأن الشعوب لن تخسر مستقلبها وطمأنينتها ولقمتها وهي تتفرج، بل ستتخلق مقاومة تتناسب حجماً ونوعاً مع الهجمة العولمية. أما المحور الثالث الذي شكل جانباً هاماً من البحث في قضايا النهوض العربي فهو محور الديموقراطية، حيث لم يسع الباحث في هذا المجال للكتابة فيما كتبه الآخرون، كالحديث عن أنواع الديموقراطية، والنظر إليها عند الآخرين بحسرة ولهفة، ومع أن الواقع العربي غفل أو يكاد يكون غفلاً منها، فإن التاريخ العربي يكاد يكون غفلاً من تجاربها. إلا أن هذا لم يمنع الباحث في لحظة من تتبع بذور أو دروش التمعت في المشروع الإسلامي الأول، مضيفاً بأنه لو وجد من يتابعها ويطورها ويستفيد منها ويكرسها منهجاً حياتياً يؤسس له المؤسسات لكانت الديموقراطية جزءاً من التراث العربي.
مشاركات المستخدمين