الشاب خالد القضاة أكبر أشقائه، شق طريقه نحو تركيا في وقتٍ مبكر من القرن العشرين المنصرم لإكمال الدراسة فيها، فقد دلف الحدود التركية عبر سوريا عام 1958م، مستقلاً القطار بصحبة مجموعة شباب إربد المتنورين الذين كان لهم صلة مبكرة بجماعة الإخوان المسلمين، التي كان لها الفضل في إفساح أفق الطموح الواسع للانتقال إلى عالم الدراسة والسفر إلى الخارج، يمثل نموذج الشاب الريفي الطموح الذي استعصى على بيئة الفقر والحرمان والأميّة وقلة ذات اليد؛ ليصبح علماً من أعلام الحركة الإسلامية الأردنية وأحد رجالات جبل عجلون الأشمّ.
يسجل المهندس أبو المعتصم أسطراً من حياته، وبعض المفردات من ذكرياته، التي تصلح أن تكون لمحة تاريخية مهمّة من تاريخ الأردن الحديث، وصفحة من صفحات تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، التي ستكون بين أيدي القراء من الشباب، لتكون محلاً للدراسة والاعتبار ونافذة للإطّلاع من خلالها على حقبة تاريخية مهمّة من تاريخ أمّتنا مليئة بالدروس والنظرات والعبرات، التي تشكّل منهلاً عذباً ومصدراً من مصادر صنع الذاكرة المكتملة للأجيال المتواصلة، التي تصنع التاريخ وتصنع معالم المرحلة الحاضرة، وتنتقل بالأردن والإقليم من مرحلة إلى مرحلة، ومن عصرٍ إلى عصر، ومن محطة إلى محطة في تاريخ الأمّة المعاصر.
مشاركات المستخدمين