أنت هنا
مذكرات جمال باشا
الموضوع:
تاريخ النشر:
isbn:
نظرة عامة
كتاب " مذكرات جمال باشا " ، تأليف جمال باشا ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، نقرأ نبذة عن الكتاب :
في خواطر الباشا جوانب غنية عدة، فيها السياسي، والعسكري والإداري، نجدها في مستوى عام، عن التاريخ العثماني وإن شذرات بسيطة، وعن حقبة حكم جمعية الإتحاد والترقي ودورها في تحمل أعباء بناء الدولة العثمانية الحديثة لحياة سياسية على أسس ديموقراطية، وتأهيل الجيش وتنظيمه، علاقة السلطنة بالدول الأوروبية والتحالفات ودور تركيا في الحرب الأوروبية العامة، موقف الحكام الجدد (الإتحاد والترقي) من الحركات الإنفصالية في ولاياتها الأوروبية والآسيوية ودعوات اللامركزية، في مستوى الشخصي يستشف منها كوامن أحد جمال، جوانب تخضع لمقاييس ثابتة ومعايير لا تتغير مهما تقادم الزمن ولا تخضع لمزاج أو فهم آني.
هذا ينطبق على الجانب العسكري خصوصاً الذي سنكتشف فيه شخصية القائد العسكرية وممارسته لهذا الفن - العلم، فن القيادة أو علم إدارة الحرب ومعاركها ومتطلباتها اللوجستية والنفسية في المكان والزمان المختلفين عن أي زمان ومكان آخرين.
سيخال القارئ نفسه إزاء الجهود المبذولة من القائد أحمد جمال باشا وتصديه للمهام الملقاة عليه كما هو ذكرها في "الخواطر" أنه أمام هانيبال أو الإسكندر أو كلاوزفيتر أو فريدريك الثاني أو نابليون وليدل هارت أو مونتغمري ورومل، هؤلاء القادة والمفكرون ليسوا شيئاً من فكره وقدرته على التخطيط فهو أعلى من هؤلاء وأسمى.
تطالعنا من حين لآخر قولته أنه في سبيل الوطن يضحي، ومن العسف المقارنة، فلكل معركة أرضها وزمانها وأهدافها ووسائلها وإدارتها وقائدها الذي يقوم الوضع ويقدّر موازين القوى (له وعليه) وتقدير قوة الخصم (من هو) والأصدقاء والوسائل المطلوبة (كيف) والتوقيت (متى) والمكان (أين).
من نقيب في الجيش العثماني وعضو جمعية الإتحاد والترقي، شارك في المؤتمر الثاني للجمعية، عمل مفتشا في إدارة سكة حديد استانبول، قائد "ترك أوجاغي" ميليشيا حزب الإتحاد والترقي، ساهم بنشاط مع ضباط جمعية الإتحاد والترقي في إنشاء عصابات "البوماكي" المسلحة لجبه الحركة الإستقلالية اليونانية "الروملي"، والأسلوب نفسه قام به بوجه الحركة الإستقلالية البلغارية لدى تأسيس عصابات "الدوبريجه" المسلحة وإستعادة أدرنة المنطقة الإستراتيجية، فهو شارك في معركة إسترجاع ادرنة، وشارك في التصدي لحركة الجمعية المحمدية بقيادة درويش وحدتي، وقمع تمرد ضباط الصف (الآلآيلية).
وُولّي حاكمية أضنة ذات الإختلاط السكاني التركي الأرمني وترك بصماته عليها، ذهب ضحية توليه إدارتها نحو 35000 أرمني وأرمنية، أرسل إلى ولاية بغداد ليتولى حاكميتها، لم يطل مقامه فيها، شارك في إقتحام الباب العالي وقتل وزير الحربية الفريق ناظم باشا، أنيط به أمر قيادة العاصمة استانبول وما استتبعه الموقف لضبط الأمن وتثبيت قبضة الإتحاديين في العاصمة والضواحي من تطبيق أحكام عرفية صارمة تجاه خصوم الإتحاديين، من نقيب إلى فريق، عن جدارة أو لا، القراءة للنتائج هي الفيصل للحكم.
تتجلى في خواطر الباشا في الجانب الشخصي القدرات القيادية الإدارية، والخبرات التي اكتسبها وطورها ومارسها إن في إدارة سكة الحديد أو في أضنة أو في بغداد أو في حاكمية العاصمة أستانبول، في هذه النشاطات العسكرية بالإشتراك مع ضباط إتحاديين (الجناح العسكري للجمعية) آخر تكونت لديهم خبرة عجَلت بتأسيس "التشكيلات المخصوصة" السرية للعمليات الخاصة وتفعيلها بوجه خصوم الجمعية بعد الحرب البلقانية، شخصية غنية بالمزايا، جديرة بالدراسة وإخضاعها بموضوعية وصدق للمحاسبة، أن ندعي التجرد فهذا صعب، والتاريخ أطلق أوصافه ورصاصاته، ولو بعد الحين.
مشاركات المستخدمين